كشفت مصادر إخوانية عن «سباق مبادرات» يشارك فيه مفكرون إسلاميون وأساتذة علوم سياسية للتوافق على مرشح «إسلامى»، منعا لتفتيت 18 مليون «صوت إسلامى»، حسب تقديراتهم. وذكرت المصادر أن الجماعة تجرى اتصالات موسعة ومكثفة مع القوى والتيارات السياسية الإسلامية والعديد من المفكرين ذوى التوجه الإسلامى للتوافق على مرشح واحد للرئاسة.
وأضافت المصادر التى شددت على عدم ذكر اسمائها أن التقارير والتحليلات التى تجريها الجماعة من خلال متابعة وسائل الإعلام ومتابعة النشاط الميدانى لجميع المرشحين الرئاسيين كشفت عن تقدم عمرو موسى على منافسيه بشكل واسع، وهو ما يضيف عبئا على الجماعة التى ما زالت ترفض حتى هذه اللحظة رئيسا مرتبطا بالنظام السابق، وهو ما يرفضه معظم شباب وقواعد الإخوان.
وكشف المصدر أن مجموعة من المفكرين يقودهم المستشار طارق البشرى ومحمد عمارة وسيد الدسوقى، طرحوا مبادرة للتوفيق بين المرشحين الرئاسيين الثلاثة المحسوبين على التيار الإسلامى، على اختيار رئيس ونائب له من بينهم.
يأتى هذا فى ظل تأكيدات من المرشحين الثلاثة بخوض السباق الانتخابى حتى نهايته.
وأكد مصدر آخر أن لجنة موسعة ضمت البشرى وعمارة والدسوقى وسيف عبدالفتاح ونادية مصطفى وهشام جعفر وتوفيق غانم، انتهت إلى أن عبدالمنعم أبوالفتوح، هو المرشح الأمثل لهذه المرحلة، موضحا أن دور هذه اللجنة انتهى بالوصول لهذا الرأى.
وكشف المصدر أن قيادات سلفية أكدت للإخوان أن هناك «حماسا» شديدا من جانب شباب التيار السلفى لدعم حازم صلاح أبوإسماعيل للرئاسة، إلا أنهم لم يتخذوا قرارا نهائيا بإعلان دعمهم له، بحسب الاتصالات التى تجرى بين الطرفين.
وأوضح المصدر ل«الشروق» أن الجماعة فى مأزق بسبب خشيتها من تفتيت الأصوات الداعمة للتيار الإسلامى بعد أن حللت نتائج الاستحقاقات الانتخابية التى جرت فى مصر بعد الثورة وهى الانتخابات النقابية، والاستفتاء على التعديلات الدستورية، وانتخابات مجلسى الشعب والشورى، والتى كشفت عن أن 75% من الاتجاهات التصويتية للشعب المصرى ذات هوى إسلامى.
وبحسب المصدر، تهدف الاتصالات إلى دفع اثنين من الثلاثة المحسوبين على التيار الإسلامى للانسحاب من السباق الانتخابى، وإعلان دعمهما للمرشح الثالث.
وأضاف المصدر أن قيادات الجماعة ما زالت متمسكة بموقفها بعدم دعم المرشح الرئاسى الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح «حتى الآن» بحسب تعبيره متابعا أن السياسة «ديناميكية متغيرة».
وأضاف المصدر أن قواعد الجماعة ليست لديها مشكلة فى التصويت لأبوالفتوح لكن المشكلة فى مجموعة ال106 وهم أعضاء مجلس شورى الجماعة ممن لديهم حساسية شديدة تجاه ترشح أبوالفتوح، وقال: لو كان أبوالفتوح أعلن ترشحه الآن كان من الممكن أن يتغير الموقف بسهولة، لكن ترشحه بعد خلع مبارك مباشرة من الحكم وسط ظروف مضطربة محليا وإقليميا ودوليا، دفع الجماعة لهذا القرار.
وأضاف المصدر أن عوامل أخرى قد تدفع الجماعة إلى مراجعة موقفها من أبوالفتوح، على رأسها إعلان العلامة يوسف القرضاوى، بما له من ثقل ومكانة داخل جماعة الإخوان المسلمين دعمه بشكل واضح وصريح له، وتفضيله على العوا وأبوإسماعيل.