بسرعة وأغلبية حاسمة، أحال مجلس الشعب أصغر نوابه زياد العليمي للتحقيق، بتهمة التطاول على المشير حسين طنطاوي، وبسرعة أيضًا زادت حرارة الجدل الإلكتروني و«التلغرافي» بشأن ما يقصده وما لا يقصده في خطبة بورسعيد. كان زياد العليمي قد حمل رئيس المجلس العسكري مسئولية المذابح التي يتعرض لها المصريون تحت حكم الفترة الانتقالية للمجلس العسكري، واستخدم المثل الشعبي عن «الحمار والبردعة».
امتلأ الفضاء الإلكتروني، أمس الثلاثاء، بالتعليقات على ما قاله زياد، وما جرى له تحت القبة، كما اهتزت أسلاك التلغراف بعشرات الآلاف من البرقيات، مع زياد وضده، وليس ضده فقط كما حاول رئيس مجلس الشعب أن يوحي لزياد ومشاهديه عبر الشاشات.
صيغة التضامن مع زياد اخترعها الشعب، وبدأ موظفو خدمة التلغراف، 124، يساعدون المتصل. «عايز تندد باللى قاله زياد، ولا تتضامن معاه؟»، يسأل الموظف لاختصار الوقت، وإذا كانت الإجابة «تضامن» مع زياد، يسأل: تضامن مع زياد بس، ولا تطالب بمحاسبة مصطفى بكري كمان».
دخول بكري على الخط، جاء بعد مداخلته الصباحية أمس الأول، التى طالب فيها بمحاسبة زياد، الأمر الذي خلق موجة جديدة من الهجوم على بكري، والاتهامات بأنه رجل كل العصور، «تحطه على أي حتة ينور»، واخترع المصريون أمس صيغة جاهزة لبرقية ضده إلى رئيس مجلس الشعب. «أطالب بتحويل النائب مصطفى بكري إلى لجنة القيم بالمجلس، ورفع الحصانة عنه وإسقاط عضويته، وذلك بعد تلفظه بالسب على شخص الدكتور البرادعي واتهامه له بالعمالة بدون دليل».
عصر الاثنين، رد أحد موظفى التلغراف على محرر «الشروق»، فسأله أولا: مؤيد لزياد ولا معارض؟، ثم سأل: هو حضرتك شفت الفيديو بتاع الأستاذ زياد في بورسعيد؟
أضاف الموظف أنهم فى حالة نقاش دائم بالمكتب، «أنا وزميلى من الصبح عايزين نفهم، وبنتناقش مع اللى بيتصلوا. من شوية زميلى لاحظ أن التلغرافات التى بتنصر زياد وتتضامن معاه أكتر من اللى بتدينه، فقال لى: أشرف ناس فى مصر دلوقتى هي اللي تتضامن مع العليمي، لأنه بيدافع عن دم الشهداء.
دعوة التضامن مع زياد على الشبكات الاجتماعية كانت موجزة:«كل واحد دلوقتى يمسك التليفون ويتصل برقم 124 ويمليهم نص البرقية دى: متضامن مع زياد العليمي، وأطالب بتحويل بكري للجنة القيم لاتهام البرادعي بالعمالة داخل ساحة المجلس، المرسل إليه الدكتور سعد الكتاتنى، شارع مجلس الشعب، مبنى مجلس الشعب، عابدين، القاهرة».
كان سعد الكتاتنى، رئيس مجلس الشعب، قد أمسك بكومتين ضخمتين من البرقيات لدى مناقشته زياد، وزعم أن كلها تدين ما قاله عن المشير فى بورسعيد.
وبين التعليقات الساخنة على مواقع الإنترنت، كتب نعيم إبراهيم مذكرًا الإخوان بحادثة «طز فى مصر»، وأن أحدًا لم يحاكم مرشدهم السابق، «أقولها للإخوان لو تمت محاكمة زياد العليمي سيكون هذا وصمة عار على جبينكم، لأنكم أتيتم لمجلس الشعب بدماء الشهداء الذين دافع عنهم العليمي».
معظم الذين انتقدوا موقف زياد العليمي استخدموا ألفاظًا يعاقب عليها القانون، ولا تسمح بإعادة نشرها، رغم أنهم يأخذون عليه التطاول، لكن ندى ثروت كتبت أنها أرسلت برقية، ترفض ما قاله زياد عن المشير، رغم أنها ليست من ابناء المخلوع، «اللي عايز ينتقد ينتقد بس ما يوجهش إلى شخص أي حد، والحد ده قائد جيش مصر مش أي جيش».
دافعت رشا سامي عن صيغة اعتذار زياد داخل المجلس، «لم يفهمه لا الكتاتني ولا نواب المجلس الموقرين لأنهم ببساطة ضعفاء فى اللغة العربية، ولا يُدركون معنى الكِناية ولا التورِية، فضلا عن سياسة الانبطاح التى ينتهجونها ويجيدونها ببراعة ومهارة». تضيف رشا: إذا كانوا أذكياء إلى هذه الدرجة، وفهموا المَثل الذي ساقه العليمي؛ فلما إذن لا ولن يفهموا هتافنا ضدهم منذ 19 نوفمبر، يسقط يسقط حكم العسكر».
أطرف التعليقات جاءت على طريقة اللمبي: تشتم البرادعي و6 ابريل وحرائر مصر يا سلام، صاحبي وكفاءة. تشتم المشير أعصرك وأنزل منك نواب صغيرين.
أما زياد العليمي فقد قال لزملائه الذين قاطعوه أكثر من ست مرات خلال اعتذاره غير المقبول: كنت أتمنى أن تتخذوا إجراءات ضد قتلة الثوار بنفس سرعة اتخاذكم للإجراءات ضدي. وعلى صفحته بموقع فيس بوك كتب: إذا كنت شجاعًا في الحق، عليك أن تكون أشجع عند دفع الثمن.
وأضاف زياد عبارته التي تتناقلها المواقع، منذ مساء أمس الأول: سندخل سجونكم مرفوعي الرأس، لا على أسرة نستجدي العطف.. الثورة ستنتصر.