كشف الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، النقاب عن مكالمة هاتفية أجراها مع الرئيس السوري بشار الأسد في بداية الأزمة في سوريا، حثه فيها على تبني خطوات للتغيير قبل أن يمر الوقت المناسب، لكنه بدلا من ذلك قام بشن حرب على شعبه. وقال بان كي مون: "قلت للرئيس السوري اتخذ قرارًا جريئًا وحاسمًا قبل أن يصبح ذلك متأخرًا، مُعربًا عن أسفه قائلا "بدلا من ذلك قام الأسد بإعلان الحرب على شعبه".
جاء ذلك في المحاضرة التي ألقاها اليوم الخميس، بقاعة الاحتفالات الرئيسة بالقصر الجمهوري بالعاصمة النمساوية فيينا، تحت عنوان تمكين الأفراد في عالم متغير، بحضور رئيس جمهورية النمسا وعدد كبير من الوزراء وأعضاء الوفود الدبلوماسية بالعاصمة فيينا، وممثلي منظمات المجتمع المدني على هامش زيارته الرسمية التي بدأها، اليوم، إلى النمسا.
وأرجع السبب الرئيس في عدم القدرة على كشف الوضع الحقيقي مع بداية الأزمة السورية إلى عدم القدرة على التواجد على أرض الواقع وعدم استطاعة الأممالمتحدة والمنظمات العاملة في مجال المساعدات الإنسانية على الوصول لتقديم المساعدات الإنسانية، مؤكدًا: "أن الموقف تغير بعد توفر تقارير ترقى إلى درجة عالية من المصداقية، تؤكد مصرع ما يزيد عن 5400 فرد من الشعب السوري خلال العام الماضي".
كما لفت إلى الزيادة الهائلة في أعداد القتلى بشكل يومي ومشاهد العنف التي اتضحت في قصف المدن الريفية بالدبابات، واستخدام المستشفيات كمراكز للتعذيب، فضلا عن الاعتداء على الأطفال والشباب، مؤكدًا أنه لا يمكن التكهن الآن بمستقبل سوريا.
كما أشاد كي مون بالجهود التي تبذلها جامعة الدول العربية على طريق إيجاد حل دبلوماسي للمشكلة، مناشدًا العالم بالتوحد على طلب وقف العنف وسفك الدماء في سوريا.
من جانب آخر، سلط أمين عام منظمة الأممالمتحدة، بان كي مون اليوم، الضوء على ميدان التحرير كمثال واضح على الصراع من أجل الوصول إلى الديمقراطية في العالم العربي في إطار التحول الكبير، الذي يجتاح دول شمال أفريقيا والعديد من الدول العربية في المنطقة.
وضرب كي مون المثل بميدان التحرير كأحد مظاهر التحول الكبير الذي يشهده العالم في العديد من المجالات.
كما لفت الأمين العام للمنظمة الدولي إلى أن الأغلبية العظمى التي شاركت في الثورات كانت من الشباب الذي يشعر بالقلق على مستقبله، وطالب بالاحترام وتوفير فرص عمل إلى جانب السيدات اللاتي يرغبن في الحصول على فرص متساوية والمشاركة في صنع القرار.
وكشف كي مون النقاب عن أن الأممالمتحدة ناشدت قادة الدول التي شهدت هذه الثورات، ونصحتهم بالإنصات إلى أصوات شعوبهم؛ للتعرف على طموحاتهم والتحديات التي تعترض شعوبهم، موضحًا أن البعض لم يعمل بهذه النصيحة، مشيرًا إلى الوضع الحالي في سوريا.
كما أوضح أن أهم واجبات منظمة الأممالمتحدة هي العمل على تحسين ظروف ملايين البشر الكادحين على مستوى العالم من الطبقات المُهمّشة والمحرومة التي تشعر باليأس، بسبب معاناتها من مشاكل البطالة والفقر، مشددًا على أنه قد حان الوقت لدراسة هذه المشاكل في وقت يشهد تحولًا عالميًا يتمثل في صدمات اقتصادية عنيفة، وتغير لموازين القوى ونمو أقطاب عالمية جديدة إلى جانب الخطر المتزايد بسبب التغير المناخي، فضلا عن الثوارت الشعبية.