شنت صحيفة جزائرية هجومًا عنيفًا ضد عدد من مطربي الراي في الجزائر، بعد إحيائهم العديد من الحفلات بمناسبة عيد الحب "الفالنتين"، متجاهلين ما تشهده سوريا من مجازر يومية، وسقوط عشرات الشهداء. وقالت صحيفة "الشروق" الجزائرية صباح اليوم الخميس: إنه خلافاً للعديد من الفنانين العرب الذين أوقفوا أنشطتهم الفنية في مصر ولبنان؛ تأثرًا بالأحداث المأساوية في مدينة "حمص" الصامدة أمام الآلة العسكرية لجيش الأسد؛ يثبت بعض الفنانين الجزائريين أنهم يعيشون في كوكب آخر، وخارج مجال تغطية ما يحدث؛ حيث لم تُلغ أي حفلة من حفلات "الفالنتين"، كما أن سوق الكاسيت لا تزال تضخ المزيد من الألبومات الجديدة.
وقالت الصحيفة: إنها أجرت جولة ميدانية في عدد من مراكز بيع الكاسيت، أظهرت أن سوق الكاسيت الجزائري لم يتأثر قط بالأحداث في سوريا، مشيرة إلى أنه رغم الركود الذي شهده سوق الكاسيت منذ عدة سنوات فقد شهد مطلع عام 2012 بعض الانتعاش، مع صدور العديد من الألبومات التي حققت أرقام توزيع كبيرة، أبرزها ألبوم الشابة جنات "نديرله الطايحة".
كما حصدت ألبومات "محنتي دوبل زيرو" لحسني الصغير، و"كي دايرة أنتيا" للشاب عباس، وصولا إلى أغنية "صحابي يقطعوا في ظهري" للشاب فواز السطايفي، والتي تسابق العديد من المطربين على إعادة تسجيلها.
وفي هذا الصدد قال ياسين، صاحب محل لبيع الكاسيت: إنه يستبعد توقف الفنانين عن إصدار ألبوماتهم أو إيقاف مشاريعهم من أجل ما يحدث في سوريا، مضيفًا: "أتصور أن هذا الأمر لن يحدث تمامًا، بدليل أن السوق ستستقبل قريبًا ألبوم الشابة خيرة الجديد "نبغي كي ندابزه"، وألبومًا للشاب فيصل، كما ينتظر صدور ألبوم فرقة "كاميليون"، وجديد الشاب هشام وهواري المنار مع سميرة الوهرانية والشاب عقيل، وبالتالي لا أعتقد أن شيئًا سيتغير".
وقارنت الصحيفة الجزائرية بمواقف عدد من الفنانين العرب الذين ألغوا حفلاتهم؛ حدادًا على شهداء سوريا، أو ضحايا مجزرة بورسعيد في مصر.
وقالت: "على النقيض من فنانينا، نعى العديد من المطربين العرب أهالي ضحايا ثورات الربيع العربي في سوريا، ومنهم الفنانة اللبنانية ديانا حداد، التي أعلنت اعتزالها الغناء، وقالت عبر صفحتها على "تويتر": "تضامنًا مع أهالينا بسوريا في محنتهم، قررنا الاعتذار عن الغناء في هذه الظروف المأساوية، لأنه لن تكتمل فرحتنا، وشعوبنا العربية تموت، ودماء أطفالنا وشعوبنا تُسفك!".
كما حظيت أحداث سوريا بتضامن كبير من قبل فناني الخليج، الذين نقلوا ما يشعرون به تجاه الشعب السوري، من بينهم عبد المجيد عبد الله الذي قال: "اللهم إنا استودعناك أهلنا في سوريا، اللهم اجعل ما يتعرضون له الآن أشبه بهذه الساعة، التي تشتد فيها الظلمة مبشرة باقتراب النور".
وأعلن الفنان ماجد المهندس تأجيل ألبومه الذي كان مقررًا طرحه في أعياد "الفالنتين"، وألغت شذى حسون حفلتها المقررة ليلة 14 فبراير في دبي، فيما قرر راشد الماجد التوقف عن الغناء، وطلب من فناني شركة "بلاتينيوم" التوقف عن إحياء الحفلات، بينما اضطر منظمو مهرجان "هلا فبراير" إلى إلغائه هذا العام؛ تضامنًا مع ضحايا الحرية في حمص.
ومن جانبهم؛ قرر عدد من الفنانين المصريين عدم الغناء بسبب حالة الحزن التي تخيم على الشعب المصري إثر "مجزرة بورسعيد"، وأول هؤلا:ء عمرو دياب الذي قرر إلغاء حفلته الخاصة بالفالنتين، وقررت آمال ماهر تأجيل طرح أغنية جديدة سجلتها خصيصًا لعيد الحب بعنوان "خليني معاك".