دعا خطباء عدد كبير من مساجد المحافظات، خلال خطبة الجمعة، أمس، المواطنين إلى مقاطعة دعوات العصيان المدنى، والمقرر لها اليوم، والتى أطلقها نشطاء سياسيون وطلاب جامعات، ورحبت بعض القوى العمالية والشبابية بها.
ففى الإسماعيلية، شهدت المساجد دعوات بضرورة توحيد الصف وضبط النفس،حتى مع اختلاف الرؤى ووجهات النظر مع الآخرين، لتجنب الفتنة، وقال خطباء إن درء المفاسد مقدم على جلب المنافع، وهو ما يجعل الترويج لفكرة العصيان إضرارا بالبلاد.
وانتقد الخطباء علماء الدين المؤيدين للعصيان المدنى، والتى تبعد أفكارهم عما حث عليه الإسلام، حسب قولهم.
كما أكد خطباء مساجد المنوفية على ضرورة العمل والانتاج والبعد عن الإضرار بالاقتصاد، رافضين الدعوة إلى «العصيان المدنى»، الذى دعت إليه بعض القوى السياسية؛ لما فى ذلك من تعريض اقتصاد البلاد وأمنها لمخاطر جسيمة فى هذه الظروف العصيبة.
كما دعا أئمة المساجد فى الوادى الجديد، الى نبذ الفتن ومقاطعة دعوات العصيان المدنى التى وجهت للشعب المصرى، وضرورة التمسك بقيم العمل.
وقال الشيخ عبدالباسط حسنين امام مسجد البساتين بالخارجة، ان هناك منظمات تريد دمار وخراب مصر، ولديها تمويلات خارجية لبث كل ما يدمر الشعب المصرى.
وفى محافظة سوهاج، تجدد رفض الأئمة للعصيان المدنى والإضراب، ووصفوا الداعين لذلك ب«الخونة»، وأن نجاح دعوتهم المريضة، يعد انتصارا أقوى مما حققته الفلول فى بورسعيد. وأن أسعد الناس بهذه الدعوات مبارك ونزلاء طرة، وأن تلك الدعوات هى «قمة الغباء السياسى».
كما حث خطباء المساجد بمحافظة أسوان،المصلين، على مقاطعة العصيان المدنى، بدعوى إسهامه فى إشاعة الفوضى، وكونه خروجا على منهج الرسول الكريم.
وقال الشيخ حبيب منصور إمام مسجد عمرو بن عبدالعزيز بإدفو، ان العصيان جائز فى حالة عصيان الحاكم لأوامر شعبه، وحرام فى حالة أن يؤدى العصيان إلى الفساد فى البلاد.
وفى الفيوم، دعا الشيخ عادل نصر فى كلمته خلال حفل ختام الدورة السياسة الشرعية، التى أقامتها الدعوة السلفية بقطاع شمال الصعيد بالجمعية الشرعية بمدينة طامية،إلى رفض المشاركة فى العصيان المدنى. وقال «نحذر الأمة جميعا من الاستجابة والانسياق لهذه الدعوة الهدامة الباطلة، التى يريد أصحابها إشاعة الفوضى وتدمير الأمة، وتقسيم الوطن وتنفيذ مؤامرات ومخططات الأعداء، فإن أعداء الوطن لا ينامون ويعملون ليل نهار لتدمير وطننا وتفتيته، فلنستيقظ ولا نعطى لهم الفرصة لتحقيق أغراضهم، ولتتحد أمتنا وشعبنا جميعا فى صف واحد وتحت راية واحدة».
من جانبه، قال الشيخ الحنفى العسيلى رئيس رابطة علماء الأزهر بدمياط، إن العصيان المدنى تعطيل للمصالح وعرقلة لعجلة الإنتاج، وأن هناك أسبابا يجب إزالتها حتى لا تكون هناك ذريعة للعصيان أو التظاهر، ومن هذه الأشياء الابطاء والتراخى فى محاكمة النظام السابق، والتغاضى عن الفساد والفتن التى يثيرها ويشعلها ذيول النظام السابق. وأضاف العسيلى «من يتبنى فكرة العصيان، أدعوه إلى التمهل والتريث من أجل صالح البلد، وأشدد اللهجة على الذين يتسترون على الفساد، الذى يتجدد كل يوم على أيدى ذيول النظام السابق، ويزهقون أرواح الشهداء أقول لهم، كفوا عن أذى مصر».
وفى أسيوط والبحيرة، وصف عدد من خطباء المساجد، دعوة اعضاء الحركات السياسية للعصيان المدنى، بأنها تخريب ومخالفة للشريعة الاسلامية، وهدم لمؤسسات الدولة.وان الشريعة الاسلامية حثت على العمل. مؤكدين حرمانية العصيان.
بينما قال الشيخ اسامة عبدالجليل إمام مسجد الفرغل، ان الدعوة للعصيان المدنى وترك العمل، فيه ذنب وإثم كبير على من دعا اليه ومن استجاب له، موضحا أن القران الكريم أمرنا بالعمل.
بينما طالب الشيخ محمد العجمى وكيل مديرية اوقاف اسيوط، فى خطبة الجمعة بمسجد الرحمن، جميع العاملين والموظفين بعدم الاستجابة لدعوة التخريب والضلال.
وقال الشيخ السيد عبدالعاطى إمام مسجد الرحمة بمنيا القمح محافظة الشرقية، أن الإضراب عن العمل جريمة فى حق الشعب المصرى وأن الداعين للإضراب مخطئون.
وطالب خطباء المساجد بمحافظات القليوبية والمنيا والأقصر، شباب القوى السياسية فى جميع ميادين مصر، بعدم الانسياق وراء الشائعات، أو الاستماع لأى رأى يحثهم على التشاجر أو الثأر او التخريب. وأن العصيان المدنى يعد خروجا على رأى الأمة والجماعة، وأنها «دعوة لمعصية الله»، فالعصيان المدنى حرام ويخالف شرع الله ودعوة للخراب والدمار.
وشهدت مساجد السويس قيام شيوخ جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين، بتوزيع أنفسهم على المساجد والقاء خطب الجمعة، من أجل مطالبة المواطنين بعدم الانضمام الى العصيان المدنى. ومطالبين بالتحقيق فى مصادر تمويل الداعين للعصيان المدنى.
أما فى منطقة التعاونيات بالسويس، فقام أحد شيوخ السلفية بمسجد أحمد بن حنبل، بوصف الذين يدعون للعصيان المدنى والمشاركين فيه بأنهم خارجون عن الدين وليسوا مسلمين، وهو الأمر الذى دفع أحد الشباب بعد انتهاء الصلاة لتوجيه اللوم للخطيب، كما قام محمد مرزوق، موظف وأحد شهود العيان، بتذكير الشيخ أنه هو نفسه من كان يطالب المواطنين يوم 25 يناير 2011 بالخروج على الرئيس المخلوع.
كما رفض خطباء المساجد بالبحر الأحمر، دعوات العصيان المدنى، مؤكدين فى خطب شبه موحدة، ضرورة استمرار العمل لدفع عجله التنمية فى مصر.
من ناحية أخرى، هاجم خطيب مسجد الخولى بقرية الميمون ببنى سويف، الداعين الى العصيان المدنى، ووصفم بالعملاء والمخربين وأنهم يسعون فى الأرض فسادا.
شارك فى التغطية: أميرة محمدين وحلمى ياسين ويونس درويش ومحمد السرساوى ومحمد عبده وعمرو بحر وحمادة بعزق وميشيل عبدالله وغادة الدسونسى وخميس البرعى وعادل الشاعر وأحمد أبوالحجاج وحازم الخولى وكمال الجزيرى وسيد نون