ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية اليوم الجمعة أن تركيا منعت أول مقترح للمشاركة النشطة للقوات الإسرائيلية في احدى عمليات حلف شمال الأطلنطي "الناتو"، غير أن إسرائيل على وشك توقيع صفقة لرفع مستوى علاقاتها مع "الناتو"، وفقا لمسؤول بوزارة الدفاع الإسرائيلية. وأوردت الصحيفة أن تركيا نسفت المخطط الإسرائيلي بالمساهمة بسفينة صواريخ للبحرية الإسرائيلية باحدى مهام حلف الناتو في البحر المتوسط، فيما كان سيعد أول مرة تشارك فيها إسرائيل بشكل فعال في عمليات الحلف العسكري الغربي.
وأوضح مسؤولون دبلوماسيون وعسكريون إسرائيليون في تصريحات خاصة لصحيفة "جيروزاليم بوست" أن تركيا قررت منع مشاركة إسرائيل في العملية طويلة الأمد- التي يطلق عليها المسعى النشط - وذلك في أعقاب الغارة -التي نفذتها البحرية الاسرائيلية على قافلة الحرية التي كانت متجهة إلى قطاع غزة في عام 2010- واسفرت عن مقتل تسعة مواطنين أتراك.
وقال مسؤولون دبلوماسييون إسرائيليون أنه ومنذ نجاح الغارة ، تسعى تركيا لافشال أكبر مشاركة لإسرائيل في التحالف.
وكان حلف الناتو قد أطلق عملية المسعى النشط في أعقاب احداث الحادي عشر من سبتمبر، ونجح في الجمع بين عدد من الدول للقيام بدوريات في البحر المتوسط و تبادل المعلومات المتعلقة بالإرهاب والسفن المشبوهة.
وقدارسلت إسرائيل في عام 2008 ضابطا بالبحرية الإسرائيلية للحضور بمقر العملية في مدينة نابولي الإيطالية، كما قدم وزير الدفاع إيهود باراك في أواخر عام 2009 طلبا رسميا إلى منظمة حلف شمال الأطلنطي من أجل مشاركة سفينة صواريخ بهذه المهمة.
وقد وقعت إسرائيل والناتو في عام 2010 اتفاقا كان من المفترض أن يمهد الطريق امام مشاركة السفينة في العملية.
وقال مسؤول كبير بالحكومة الإسرائيلية "إن البحرية الإسرائيلية تقوم على أية حال بدوريات في البحر المتوسط وإننا مهتمون برفع مستوى علاقاتها مع حلف الناتو، وكان من المنطقي أن نقدم على المشاركة بنشاط في هذه العملية، غير أن الأتراك على الرغم من ذلك نسفوا هذه الخطوة ورفضوا السماح لأحدى سفننا بالانضمام في العملية".
وشهدت العلاقات بين إسرائيل وتركيا تدنيا حادا خلال السنوات الأخيرة، وتحديدا في أعقاب عملية الرصاص المصبوب التي نفذها الجيش الاسرائيلي ضد حماس في قطاع غزة في عام 2009، كما تسببت الغارة الإسرائيلية على أسطول الحرية التركي إلى قطاع غزة في مايو من عام 2010 إلى المزيد من التدهور في العلاقات بين البلدين.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية الى انه بينما شاركت إسرائيل في العديد من أنشطة الناتو خلال العقد الماضي إلا أنها لم ترسل قوات أو سفن تابعة للبحرية للقيام بدور عملياتي في اي من العمليات العسكرية للحلف.
وأضافت الصحيفة أنه في حين أن تركيا نجحت في احباط مشاركة القوات البحرية في عملية "المسعى النشط "، إلا أنها ومع ذلك فشلت في منع إسرائيل من رفع مستوى علاقاتها مع حلف شمال الاطلنطي. وقال مسؤولون عسكريون اسرائيليون أن الجانبين على وشك توقيع اتفاق تعاون جديدة من شأنه أن يؤدي إلى تطوير كبير في مستوى العلاقات بين البلدين.
وذكرت الصحيفة أن إسرائيل تدرس أيضا -بناء على طلب من الحلف- فتح مكتب في مقره في بروكسل. وقال مسؤولون في وزارة الدفاع الإسرائيلية أن العرض لا يزال مفتوحا وأنه يمكن تنفيذه باعتباره "ايجابيا" من جانب الحكومة الإسرائيلية.