تكررت العديد من الأحداث المؤسفة والدامية، التي يسقط خلالها دائماً عشرات القتلى ومئات الجرحى، والرابط الوحيد بين هذه الأحداث هو شهر فبراير، حتى أصبح شهر فبراير أكثر الشهور الدامية في مصر! فبالرغم من تعدد الطرق التي تحدث بها الكوارث، إلا أنها دائماً ما تحدث في شهر فبراير، الذي يأتي كل حين ويحصد العشرات من أرواح المصريين، كان بداية أحداث شهر فبراير، منذ يوم 25 فبراير من عام 1986، حينما تمردت عدة فرق من قوات الأمن المركزي، بسبب توزيع منشورات تحتوي على أنباء كاذبة، عن مد فترة الخدمة للمجندين لمدة عام آخر، لتكون حصيلة مدة الخدمة ثلاثة أعوام بدلا من عامين.
عمت حالة من الانفلات الأمني في البلاد استمرت لمدة أسبوع، بعدما قامت قوات الأمن المركزي بإشعال الحرائق في العديد من الفنادق والمحال التجارية، وكان الحل هو انتشار قوات الجيش في شوارع القاهرة، وتطبيق حظر التجوال.
وبالفعل تمت عملية ردع المتمردين، بعدما قامت الطائرات المروحية "الهليكوبتر" بضرب معسكرات الأمن المركزي في الجيزة بالصواريخ، مما أسفر عن سقوط 60 قتيلاً وفقاً للبيانات الرسمية، واعتقال 1236 جندياً و3 مدنين، وإحالتهم إلى محاكم أمن الدولة المشكلة وفقا لقانون الطوارئ وقتذاك.
وفي شهر فبراير أيضاً وبالتحديد في ثاني أيامه من العام 2006، سقط ما يقرب من 200 مصرياً، أثناء عودتهم من أداء فريضة العمرة بالمملكة العربية السعودية، على متن العبارة "السلام 98"، والتي غرقت في البحر الأحمر نتيجة الإهمال في الصيانة الدورية للعبارة.
وأيضاً في شهر فبراير، وأيضاً في ثاني أيامه في عام 2011، وقت ثورة مصر التي أطاحت بالرئيس المخلوع مبارك، أثناء اعتصام المتظاهرين بميدان التحرير، ثم الهجوم عليهم من قبل بعض البلطجية والمأجورون الذين كانوا يمتطون الخيول والجمال والبغال، لإرغامهم علي فض الاعتصام، فيما عرف بعد ذلك ب"موقعة الجمل" والتي خلفت العديد من القتلى والمصابين.
وفي مطلع فبراير من هذا العام 2012 وبالتحديد في أول أيامه، اندلعت أحداث عنف مساء أمس الأربعاء، في محافظة بورسعيد وبالتحديد في إستاد بورسعيد، عقب المباراة التي جمعت بين نادي المصري البورسعيدي والأهلي القاهري والتي فاز فيها نادي المصري بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد للأهلي.
فبعد أن أطلق فهيم عمر حكم المباراة صافرته، معلناً انتهاء اللقاء، قامت جماهير المصري بالهجوم على لاعبي النادي الأهلي وجماهيره، فاستطاع اللاعبين الهرب لغرفة الملابس المخصصة لهم، بينما لم ينجوا مشجعي النادي الأهلي "الألتراس" من هذا الفخ الذي اعد لهم، حيث أسفرت هذه المواجهات عن سقوط ما يقرب من 80 شهيداً وحوالي 1000 مصاباً، في حادثة هي الأولى من نوعها في مجال كرة القدم، وسط استهجان وتعازي من كل الشخصيات السياسية والرياضية في مصر والعالم، وليتكرر سيناريو شهر فبراير مرة أخرى.