ذكرت صحيفة "تليجراف" البريطانية اليوم الأحد أن ليبيا باتت معتادة على الانتفاضات ولكن الانتفاضة هذه المرة جاءت من قبل مسلحين سابقين هم أفراد "كتيبة 28 مايو" الذين تم إجبارهم على الخروج من بلدة بنى وليد المعقل السابق للقذافى وهى منطقة ظن الثوار أنهم قاموا بتحريرها. وقالت الصحيفة - فى تقرير على موقعها الإليكتروني - إن مقاتلى هذه الكتيبة أطلقوا على أنفسهم لقب "مقاتلو الحرية"، موضحة أن الأمر لا يعكس أن الثورة المضادة من قبل موالين للقذافى قد بدأت الآن بقدر ما يعكس الاحباط من قبل المسلحين السابقين الذين مازلوا يعتبرون أنفسهم مقاتلى الحرية. وأردفت الصحيفة تقول إن أهل البلدة أصابهم التعب من مداهمة رجال الميليشيات لمنازلهم والتعامل بخشونة مع نسائهم ونهب ممتلكاتهم والأسوأ اعتقال مسؤولى القذافى السابقين.
وأوضحت الصحيفة أن الالاف من الرجال تم الزج بهم فى السجون فى جميع أنحاء ليبيا على مدار الأشهر القليلة الماضية وهناك العديد من حالات التعذيب وفى بعض الحالات بغرض الانتقام فقط من أشخاص كل ذنبهم أنهم جاءوا من بلدة كانت مؤيدة للقذافى فى فترة الحرب.
وأشارت الصحيفة إلى أن التعذيب أصبح وصمة فى وجه ليبيا الجديدة، موضحة أن الاممالمتحدة وجماعات حقوق الانسان تتهم المليشيات بالتعذيب على غرار ما كان يحدث فى عهد القذافى وذلك بالجلد والتقييد لافتة إلى أن اطباء من منظمة اطباء بلا حدود انسحبوا من مراكز الاعتقال فى مصراتة الاسبوع الماضى احتجاجا بعد ان طلب منهم القيام بتضميد الضحايا بين جلسات التعذيب.
وقالت الصحيفة إن المسؤولين سارعوا إلى تهدئة الوضع فى بنى وليد والتأكيد للعالم الخارجى أن الامر لا يعدو عن كونه نزاع محلى وليس تجدد الحرب موضحة أن وزير الدفاع اسامة جويلى ذهب بشجاعة إلى البلدة يوم الاربعاء الماضى وتفاوض مع الفصائل المختلفة ليخرج مع حلول الظلام معلنا ان كل شىء هادىء وطبيعى. واضافت أنه بعد مرور 100 يوم على القتل الوحشى للقذافى على يد الثوار بدت ليبيا وكانها لا تخضع لسيطرة احد اكثر من اى وقت مضى.