دعت المعارضة السنغالية اليوم السبت إلى إبداء مزيد من "المقاومة" للرئيس عبد الله واد بعد ليلة من أعمال الشغب التي اندلعت بسبب خططه الخاصة بالترشح لفترة ولاية ثالثة في الانتخابات التي ستجرى الشهر المقبل. وذكرت وسائل إعلام محلية أن شرطيا قتل خلال أعمال الشغب التي ألقى خلالها المحتجون الحجارة وقلبوا السيارات وأحرقوا الإطارات بينما استخدمت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع مما يثير المخاوف بشأن تصاعد حالة انعدام الاستقرار في أكثر الدول هدوءا في غرب إفريقيا.
وعاد الهدوء الى العاصمة دكار بحلول الصباح وعززت قوات الامن وجودها حول القصر الرئاسي. وقال شاهد عيان لرويترز إن شاحنات محملة بأفراد من شرطة مكافحة الشغب قامت بدوريات بالمدينة وقد تسلحت بقنابل الغاز المسيل للدموع وقاذفات القنابل اليدوية. وقال عبد العزيز ديوب المتحدث باسم حركة إم 23 المعارضة لرويترز بالهاتف اليوم "نطلب من الناس ان يظلوا متأهبين وان يقاوموا عبد الله واد. اذا حاول واد فرض نفسه علينا ...فسنقاوم."
واضاف ان شخصيات المعارضة وقادة النشطاء سيجتمعون اليوم لبحث الخطوات التالية. وقعت الاشتباكات بعدما أيدت اعلى هيئة قضائية في السنغال الليلة الماضية ترشيح واد الذي يبلغ من العمر 85 عاما و13 منافسا له لخوض الانتخابات الرئاسية التي تجري في 26 فبراير ولكنها رفضت طلب نجم الموسيقى العالمي يوسو ندور للترشح قائلا انه لم يجمع توقيعات التأييد المطلوبة وهي عشرة الاف توقيع.
ويقول منافسون لواد إن الدستور يضع حدا اقصى للرئاسة وهو مدتان. ويدفع واد الذي وصل الى السلطة عام 2000 واعيد انتخابه عام 2007 ان فترته الاولى كانت سابقة لتعديل 2001 الذي اقر الحد الاقصى لمدد الرئاسة. وظهر واد على شاشات التلفزيون الحكومي ووجه نداء من اجل التزام الهدوء متعهدا بان تكون الانتخابات حرة ونزيهة. وقال "كفوا عن الاتيان بهذا السلوك الفظ الذي لن يؤدي الى شيء. "الحملة الانتخابية ستكون مفتوحة. لن تكون هناك قيود على الحرية".
والسنغال هي البلد الوحيد في غرب افريقيا الذي لم يشهد انقلابا منذ انتهاء الحقبة الاستعمارية. وينظر الى انتخابات فبراير شباط وجولة الاعادة المحتملة بعد ذلك ببضعة اسابيع على انها اختبار رئيسي للسلام الاجتماعي في السنغال الذي تقطنه اغلبية مسلمة. ويقول منتقدون ان واد الذي قضى 26 عاما في المعارضة للحكم الاشتراكي لم يفعل شيئا خلال 12 عاما في السلطة للحد من الفقر في بلد يندر فيه التوظيف في الجهات الحكومية بالاضافة الى التباطؤ في معالجة الفساد الحكومي.
ويشير واد الى الانفاق على التعليم ومشروعات البنية الاساسية مثل شق الطرق كمؤشر على التقدم نحو تحويل السنغال الى سوق ناشئة ومركز للتجارة. واثار ترشحه للرئاسة دهشة في الخارج. وقال وليام فيتزجيرالد المسؤول الكبير بوزارة الخارجية الامريكية عن افريقيا لمحطة (ار اف اي) الاذاعية الفرنسية هذا الشهر ان واشنطن تنظر الى ذلك على انه "امر مؤسف الى حد ما".
وقال "في رأينا انها اللحظة المناسبة للتقاعد لحماية ودعم تحول جيد بشكل ديمقراطي وسلمي وآمن". وذكر التلفزيون الحكومي ان شرطيا توفي نتيجة اصابته في الرأس بعد اشتباكات وقعت في العاصمة دكار امس لكن لم يتأكد ذلك بشكل مستقل. ورأى مراسلون لرويترز شبانا يضرمون النار في اطارات سيارات ويقلبون سيارات.
وقال شاهد إن مركز شرطة في بلدة كاولاك بوسط السنغال تعرض للنهب في حين قالت الاذاعة الرسمية إن المقر المحلي للحزب الديمقراطي السنغالي الليبرالي الذي يتزعمه واد احرق. وافادت الانباء بوقوع احتجاجات ايضا في شوارع بلدتي ثايس ومبور.