جدد حزب الله موقفه غير المرحب بأي زيارة يقوم بها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى لبنان. وأوضح حزب الله أن موقفه غير المرحب بزيارة الأمين العام للأمم المتحدة مؤخرا إلى بيروت يعود للهيمنة الدولية على مؤسسات المنظمة الدولية ومحاولة استخدامها في سياق خدمة سياساتها ومصالحها.
وأكد مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله عمار الموسوي خلال لقائه اليوم الجمعة الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة بالإنابة في لبنان روبرت واتكنز ان هذا الموقف سيستمر حتى إشعار آخر الى ان يتم إرساء التوازن المطلوب وستبقى نظرة حزب الله محكومة بالشك وبالنقد لدور الاممالمتحدة ولأدوار بعض المسؤولين فيها.
وأوضح انه تطرق مع واتكنز إلى الإشكالية الأساسية في نظرة حزبه إلى الدور الذي تؤديه مؤسسات الأممالمتحدة ومجلس الأمن في التعاطي مع القضايا والتطورات سواء في المنطقة أو على الصعيد الدولي مؤكدا ان هناك كثيرين ليس في لبنان فقط وإنما عبر العالم ينظرون الى مؤسسات الاممالمتحدة على انها تعاني من اختلال في التوازن في دوائر صنع القرار فيها.
وردا على سؤال يتعلق بالنقاش حول سلاح المقاومة.. أوضح الموسوي انه في مقابل مواصلة إسرائيل تعزيز ترسانتها العسكرية بما فيها الأسلحة النووية لا يمكن لأحد أن يأخذ على لبنان تمسكه بما لديه من إمكانية وقدرات دفاعية من أجل أن يحمي نفسه. اضاف اذا كان هناك من تهديد حقيقي أو خطر حقيقي فهو ما تمثله هذه الترسانة الإسرائيلية الهائلة ومن يريد أن يقلق عليه أن يظهر قلقه تجاه سياسة التسلح الإسرائيلية.
وحول مشاركة بعض الاطراف العربية في مؤتمر أمني يعقد بمدينة هرتيزيليا الاسرائيلية.. أوضح مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله عمار الموسوي ان حزبه اصدر بيانا يدين ويشجب مثل هذه المشاركة معتبرا ان أي خطوة يمكن أن يشتم منها رائحة التطبيع مع الكيان الصهيوني هي مرفوضة من قبل كل شعوب المنطقة ذلك ان إسرائيل دولة غاصبة ومحتلة وما تزال تنكل بالشعب الفلسطيني وتهدد ما تبقى من وجود له في القدس وفي مناطق أخرى وتحول المناطق التي تحتلها إلى سجن كبير لمئات الآلاف من الفلسطينيين سواء داخل أراضي عام 48 أو في المناطق التي احتلتها عام 67.
وعن التركيز الدائم على مطالبة لبنان بتطبيق القرارات الدولية وعدم مطالبة إسرائيل.. قال أن هذه واحدة من الإشكاليات في النظرة إلى سياسة الأممالمتحدة وهناك عشرات القرارات الدولية التي صدرت عن مجلس الأمن والمتعلقة بالصراع العربي الإسرائيلي وأكثرها تتعلق بالاعتداءات الإسرائيلية ومطالبة إسرائيل بإنهاء احتلالها للأراضي العربية.
ولفت الى انه في الآليات المتبعة لملاحقة هذه القرارات فانه يتم تجاهل الإشارة إلى القرارات المتعلقة بإسرائيل فيما يجري التركيز على ملاحقة ومتابعة القرارات المتعلقة بالدول والقوى الأخرى. وفيما يتعلق بالوضع في جنوب لبنان ، أكد الموسوي أن موقف حزب الله أن الأمن في الجنوب من مسؤولية الجيش اللبناني والقوى الأمنية بالتعاون مع اليونيفيل.مشيرا إلى أن النقاش مع المسؤول الاممي تطرق إلى الأحداث في سوريا وإلى الانعكاسات المحتملة على الوضع اللبناني مشددا على أن السبيل لتجنيب لبنان أي انعكاسات سلبية ومقلقة للأوضاع في سوريا يكمن من خلال منع كل شكل من أشكال التدخل التي يحاول بعض اللبنانيين القيام به فيما يتعلق بالتطورات في سوريا.
وقال انه اتفق مع واتكنز على أهمية قيام الأجهزة اللبنانية وعلى رأسها الجيش اللبناني بمسؤولياتها في ضبط الحدود اللبنانية السورية الشمالية والشرقية محذرا من ان اي محاولة للتشكيك بهذه المهمة من شأنها أن تضعف قدرة هذه القوى على القيام بمسؤولياتها.
من جهته أوضح الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة بالإنابة في لبنان روبرت واتكنز انه أجرى نقاشا جيدا حول التطورات في لبنان وتحديدا تطبيق القرار 1701. وقال انه أبلغ الموسوي بأن التقرير حول تطبيق القرار 1701 قيد الإعداد وسيسلم إلى مجلس الأمن الدولي في نهاية شهر فبراير. أضاف :"لقد ناقشنا المجالات التي طبق فيها 1701 بشكل مقبول وتحديدا مسألة الهدوء النسبي في جنوب لبنان ولكن أيضا المتطلب الانتقال بالقرار 1701 من وضع وقف الأعمال العدائية إلى مرحلة وقف إطلاق النار".
وأشار الى انه أطلع الموسوي على مجريات زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى لبنان والنقاشات التي أجراها المسؤولين اللبنانيين واخطار محادثيه أن الأممالمتحدة تتوقع أن يلتزم لبنان بكل القرارات المتعلقة بقرارات مجلس الأمن المتعلقة بلبنان وتطبيقها. ولفت الى ان البحث تناول أيضا الوضع العام في لبنان والمنطقة مبديا الأمل بأن يحافظ لبنان على السلام والاستقرار وتحديدا في ظل التطورات التي تجري في المحيط.