ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أنه في بلد تعصف به الاحتجاجات والعنف، لا تزال العاصمة السورية دمشق جزيرة تتسم بالتصميم على سير الحياة كالمعتاد، لكن الانتفاضة المستمرة منذ 11 شهرا بدأت تقترب حاليا من أكبر وأهم المدن السورية. وأشارت الصحيفة - في سياق تقرير بثته اليوم الجمعة على موقعها الإلكتروني على شبكة الإنترنت - إلى أن الاشتباكات المسلحة في الضواحي الشرقية للعاصمة دمشق دفعت الكثيرين في العاصمة للاعتراف بنزاع اجتاح - حتى الأسبوع الماضي - الضواحي لكن بقي مجرد ظاهرة "يوتيوب" بالنسبة لهم مثلما هو الأمر بالنسبة للمراقبين من الخارج.
وأوضحت الصحيفة أنه بالأمس بسطت القوات المنشقة في اثنتين من الضواحي بشرق دمشق سيطرتها على الأرض لساعات بعد قتال مع القوات الحكومية...ونقلت الصحيفة عن نشطاء قولهم إن الجيش اجتاح ضاحية الدوما بعد أن سيطرت المعارضة المسلحة مؤقتا على البلدة الأسبوع الماضي.
ونوهت الصحيفة إلى أنه في الوقت الذي تقترب فيه الحركة الاحتجاجية من العاصمة مع مرور كل أسبوع، يصبح تجاهل العنف أمرا أكثر صعوبة... ونسبت إلى نشطاء قولهم إن القوات الحكومية قتلت أكثر من 120 شخصا في احتجاجات في جميع أنحاء البلاد هذا الأسبوع مما يزيد من الخلاف في الوقت الذي يسقط فيه حاجز الخوف ذو الأمد الطويل ويواصل فيه النظام تعامله غير المتقن مع حالة الاستياء.
و قالت الصحيفة إن مصير دمشق إلى جانب حلب، ثاني أكبر المدن السورية، يكتسب نوعا من الحساسية بسبب ثروات العائلة الحاكمة السورية المحاصرة.
وأضافت القول ..أن المدينتين حلب في الشمال ودمشق في جنوب الوسط بهما مصالح تجارية عززت من حكم مستمر منذ أربعة عقود للرئيس السوري بشار الأسد ووالده من قبله.
وتابعت الصحيفة أن المدينتين تضمان أهم وحدة أو مجموعة تمثيل يقول عنها مؤيدو النظام إنها الأغلبية الصامتة التي لا تزال تساند الرئيس، مشيرة إلى أن هؤلاء المؤيدين موجودن بوضوح.
واعتبرت الصحيفة أن أكثر المشاكل التي تؤجج المعركة في دمشق ليس بين حركة احتجاجات الأغلبية السنية والأقليات التي تخشى من التغيير مثل السكان المسيحيين، بل أنه بالنسبة للكثيرين يعد الوضع السياسي الحرج هو الولاء للرئيس الأسد.
وأشارت الصحيفة إلى أن شائعات الانشقاقات السرية والتي يتم التخطيط لها بين رجال التجارة البارزين في تزايد، لكن الكثيرين في المحادثات الخاصة وبعض المحادثات الأكثر علنية لا يزالون مذعنين لدعم النظام كالطريقة المثلى لتجنب الفوضى.
وأوضحت الصحيفة أن الكثيرين ملتزمون بقوة بالرئيس الأسد حتى بعض الذين اعترفوا بخيبة الأمل بسبب نقص التغيير على مدار العقد الذي خلف فيه والده.
واختتمت الصحيفة بالقول.. إن الأكيد أن المشاكل التي أشعلت الاحتجاجات في جنوب سوريا الريفي أو جميع أنحاء حزام الضواحي المزدحم مظاهرها موجودة أيضا في العاصمة دمشق.