سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ياسر برهامى: أصبح لزامًا على السلفيين التواصل مع كل القوى السياسية والاجتهاد فى توسيع نقاط الاتفاق التوافق قطع الطريق على قوى الفوضى التى تحتشد للقفز على إرادة الأمة
اعتبر الدكتور ياسر برهامى، أحد مؤسسى الدعوة السلفية بالإسكندرية، أن مسألة «التوافق» مع بقية القوى السياسية أصبحت أمرا حتميا ولزاما على السلفيين، مشيرا إلى أن التوافق قطع الطريق على قوى الفوضى والتخريب. وتابع «برهامى» فى مقال منشور، على موقع الرسمى للدعوة السلفية، قائلا إنه لا تنازل فى خطاب «السلفيين» بين الواقع الممكن الذى فُرِض عليهم التعامل معه مهما كان ناقصا وصادما ومخالفا، وبين المرجو والمأمول، الذى لابد لهم أن يستوعبوه، استنادا لقول الله تعالى: «لا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلا وُسْعَهَا».
ولفت «برهامى» إلى أن السلفيين ليسوا من قدَّموا للناس أصحاب المناهج المخالفة، ولا زكوا اختيارهم؛ نصحا للأمة وحذرا من الغش لها؛ لأن صلاح الأمة فى تقديم مَن يريد شرع الله، ويسعى لإقامته، ولكن قد أفرز توازن القوى داخل المجتمع وخارجه هذا الواقع من خلال الانتخابات، والتى وإن لم تكن أيضا على المرجو المأمول إلا أنها أفضل بكثير من الفوضى والتدمير الذى يريده الأعداء، وكذلك من الاستبداد والقهر الذى كان يمارسه النظام السابق. وأضاف: «أصبح لزاما على السلفيين أن يتواصلوا ويتحاوروا مع كل القوى السياسية التى أصبحت شريكة فى البرلمان، بل وخارجه، وأصبح البحث عن نقاط الاتفاق التى نجتهد فى توسيعها رعاية لمصالح البلاد، ونقاط الاختلاف وكيفية معالجتها أمرا حتميّا ولازما».
ولفت «برهامى» إلى أن «التوافق» الذى يختلف كثيرا عن «التحالف» الذى يُلزمنا بترك ثوابتنا أو بالتنازل فى خطابنا الدينى أو السياسى عن عقيدتنا وفهمنا لمنهجنا؛ ضم كثيرا من الائتلافات والجبهات والكيانات التى لم تجد لها مكانا تحت قبة البرلمان قد منع إقصاء هذه القوى وإهمالها.
واعتبر «برهامى» أن ذلك قطع الطريق على قوى الفوضى والتخريب التى تحشد حشودها هذه الأيام فى محاولة لتمزيق خارطة الطريق، والقفز على إرادة الأمة، وتحويل مسار الثورة عن السلمية إلى التدمير، وعن بناء مؤسسات الدولة بالتدرج الممكن إلى ما يزعمون «الشرعية الثورية»، التى رفضها الشعب بمشاركته العظيمة فى أول انتخابات حقيقية فى العصر الحديث، وسيظل التاريخ ذاكرا للمجلس العسكرى أنه هو الذى أدارها بهذه الصورة، ولم تحدث سيناريوهات أخرى توقعها البعض.