طالبت صحيفتا الراية والشرق القطريتان الرئيس السوري بشار الأسد بتنفيذ قرارات الجامعة العربية دون تأخير حتى تتم السيطرة على الأزمة الراهنة في بلاده ووقف سيل الدماء المتواصل في المدن والبلدات السورية منذ أكثر من عشرة شهور مشيرتان إلى أن خيار التمديد لبعثة المراقبين العرب يؤجل حسم تدويل الأزمة السورية. كما طالبت الصحيفتان فى افتتاحيتهما اليوم الاثنين بخيارات أخرى تحقق هدف مهمة الجامعة العربية لوقف أعمال العنف فى سوريا ولم تستبعدا خيار ارسال قوات عربية لتنفيذ خطة الجامعة لانقاذ الوضع فى سوريا وناشدتا الرئيس السورى التعامل العقلانى مع المبادرة العربية وعدم اعتبار أي خطوة عربية حميدة ، بانها "تدخل" مثلما جرى في تعامله مع بروتوكول المراقبين.
ورأت صحيفة الراية أن الواقع المؤلم في سوريا بات يحتم البحث عن خيارات وبدائل تحقق الهدف من مهمة الجامعة العربية المتمثل في وقف سيل الدماء المتواصل في المدن والبلدات السورية منذ أكثر من عشرة شهور، مشيرة إلى الانقسام العربي الذي ظهر جليا إزاء التمديد لبعثة المراقبين العرب وإعلان وزير الخارجية السعودي أن بلاده ستسحب مراقبيها من بعثة المراقبين العرب في سوريا لعدم تنفيذ حكومة دمشق لأي من عناصر خطة الحل العربي التي تهدف أساسا لحقن الدماء السورية.
وبينت الصحيفة فى افتتاحيتها اليوم الاثنين تحت عنوان الانقسام العربي في الأزمة السورية أن هناك ضرورة للبحث عن خيارات أخرى، ومن ضمنها إرسال قوات حفظ سلام عربية إلى سوريا وذلك لوقف دائرة العنف من جانب الحكومة، والعنف المضاد من جانب المعارضة الذي جاء كرد فعل للدفاع عن النفس، بعد عدة أشهر من أعمال العنف المسلح من جانب الحكومة ، لكي يتسنى بعد ذلك تنفيذ المبادرة العربية لحل الأزمة.
وشددت الراية على أن خيار إرسال قوات حفظ سلام عربية إلى سوريا يبدو هو الخيار الممكن لوقف آلة القتل والعنف التي لا تهدأ ولإعادة الأمن والاستقرار إلى المدن السورية الأمر الذي سيمكن من تطبيق بنود المبادرة العربية على الأرض ويتيح فتح حوار وطني شامل يمثل جميع فئات الشعب السوري ويحقق مطالب الشعب بالحرية والديمقراطية والتعددية .
وأشارت الراية الى أنه لا يكفي تحميل تقرير بعثة مراقبي الجامعة العربية للطرفين النظام السوري والمعارضة مسؤولية استمرار العنف وسقوط القتلى في سوريا لكي تجري الموافقة على تمديد عمل البعثة شهرا آخر ، مشيرة إلى أن الهدف من بعثة المراقبين لم يقصد به إعطاء أي طرف من أطراف الأزمة السورية فرصة لكسب الوقت، وإنما كان بغرض وقف العنف والقتل وحقن الدماء".
وبدورها طالبت صحيفة الشرق في افتتاحيتها اليوم تحت عنوان أزمات الأسد تتزايد تعقيدا النظام السوري التوقف عن العزف على وتر التدخل الاجنبي، واعتبار أي خطوة عربية حميدة ، بانها "تدخل" مثلما جرى في تعامله مع بروتوكول المراقبين، حيث ظل يراوغ به لبضعة أسابيع ويختلق الحجج والذرائع والمعوقات للتهرب منه. وأضافت الصحيفة أنه رغم حبال النجاة التي يمدها العرب لانقاذ الأسد بشخصه واتباعه ، الا أن هذا النظام يصر على أن يحل أزمته مع الشعب بقوة العسكر والميليشيات المسلحة
ولفتت الصحيفة إلى أنه "كان هناك احتمال، وان كان ضئيلا أن يخرج الرئيس السوري بشار الأسد من الأزمة الدموية التي ساق اليها الشعب، "لو أنه استمع في البدايات الى النصائح التي اسديت اليه من أصدقائه غير العرب، ومن أشقائه العرب، ومنها المبادرة العربية التي ما زالت تراوح بنتائجها المكان، بينما حكام دمشق يتلاعبون بالزمان.