ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية أن القليلين في سوريا يتوقعون استمرار الهدوء في مدينة "الزبداني" السورية التي انسحبت منها قوات الجيش السوري الأسبوع الماضي في مشهد يثير الكثير من التساؤلات بشأنه. وأشارت الصحيفة - في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني - إلى أن مدينة الزبداني الجبلية الصغيرة المعروفة بانتشار أشجار الفاكهة وتوافد السائحين عليها صيفا أضاف إلى شهرتها أنها أصبحت معقلا للمعارضين السوريين الذين يبدو - حتى الآن - أنهم نجحوا في انتزاع المدينة من قبضة النظام السوري.
وأوضحت أن ما حدث في الزبداني لايزال غامضا ، مشيرة إلى قيام الجيش السوري بسحب دباباته ومدرعاته من المدينة التي تبعد 20 ميلا عن العاصمة دمشق ، غير أن قادة محليين بالمدينة أوضحوا أن الإنسحاب نتج عن مقاومة عنيفة لجنود منشقين عن الجيش السوري تبعه اتفاق نادر على الهدنة بين الجانبين.
ولفتت إلى أن التواجد الحكومي في الزبداني يقتصر حاليا على بعض المباني على أطراف المدينة، وأن اللجان المحلية تتولى إدارة شئون المدينة اليومية فيما يقوم الجنود المنشقون بحمايتها والسير بين طرقاتها لإبلاغ الأهالي بأنهم قهروا خوفهم من "شبيحة" النظام الذين أصبحوا زوارا منتظمين للمدينة، بينما يستمر السكان البالغ عددهم 40 ألفا في الخروج في مظاهرات مناهضة للنظام السوري في ميدان يتوسط المدينة.
كما لفتت الصحيفة إلى قيام بعض المحال بفتح أبوابها أمس السبت لأول مرة بعد إغلاق استمر لأسابيع ، مستغلين في ذلك مشهد الهدوء الذي عززته زيارة بعثة المراقبين التابعة للجامعة العربية للمدينة.
وعلى الرغم مما سبق ، فإن سكان مدينة "الزبداني" السورية - وفقا لصحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية - لا يتوقعون أن يترك النظام السوري الأمور تسير على ما هى عليه في المدينة الصغيرة ، حيث يتحدث الجميع عن تحرر الزبداني من قبضة النظام السوري على أنه "وقفة تعبوية" للراحة أكثر من كونه انتصارا لقدرة المقاومة الشعبية على إحداث التغيير ، كما توقعت الصحيفة أن يمثل وجود الجنود المنشقين في المدينة إشارة لاحتمال تجدد المواجهات العنيفة بها.
وأشارت الصحيفة إلى علامات تنسيق الجهود الدفاعية في المدينة ، حيث يقوم السكان بإغلاق شوارع المدينة باستخدام قوالب حجرية ونفايات متراكمة على نحو لا تستطيع الدبابات تجاوزه ، فيما يجوب الشباب بأجهزة الإتصال اللاسلكي طرقات المدينة بغرض الرصد والمتابعة ، بينما غاب عن مشهد الإستعداد أمس السبت حاملو الأسلحة نظرا لزيارة وفد المراقبين العرب للمدينة.
ووسط الأنباء المتداولة عن حشد النظام السوري لقواته خارج المدينة ، تنقل الصحيفة الأمريكية عن قادة الميليشيات المسلحة داخل المدينة قولهم "إن عددا متزايدا من الشباب ينضم لفرق الجنود المنشقين الذين يدعون بدورهم أنهم جزء من جيش سوريا الحر ، غير أن صحة هذا الإدعاء بوجود علاقة بين المقاتلين المحليين والحركة التي تتخذ من تركيا مقرا لها لم تتضح بعد".