عاد قبطان السفينة السياحية الايطالية المنكوبة إلى موطنه في ساحل امالفي ووضع تحت الاقامة الحبرية الاربعاء مع تزايد المخاوف من ان تعيق الاحوال الجوية السيئة عمليات الانقاذ. وانتشل الغواصون وعناصر فرق الانقاذ والجنود 11 جثة حتى الان من المياه العكرة التي تغمر نصف السفينة المنكوبة والمياه المحيطة بها، وفي تسجيل مثير كشفت عنه سلطات الميناء لمكالمة هاتفية اثناء حدوث الكارثة في وقت متاخر من الجمعة، اكد القبطان لمسؤول في الميناء دعاه مرارا الى العودة الى السفينة، انه لا يستطيع العودة. ولا يعرف مصير عشرين شخصا اخرين من الركاب وافراد الطاقم، فيما تجمع اقاربهم في الفنادق في المنطقة بانتظار اي اخبار عن اقاربهم. واضطرت فرق الانقاذ الى تعليق عمليات البحث الاربعاء بسبب تحرك السفينة. ويخشى عمال الانقاذ من تحرك السفينة وانزلاقها من الرف الصخري الذي تستند عليه، وتغرق في مياه البحر بشكل تام.
وقال لوكا كاري المتحدث باسم خدمات الطوارئ ان "الاجهزة تشير إلى ان السفينة تحركت. نجري حاليا تقييما لمعرفة ما اذا كانت السفينة قد استندت الى نقطة جديدة تسمح لنا باستئناف عمليات الانقاذ. وفي الوقت الحالي لا نستطيع حتى الاقتراب من السفينة". ويواجه فرانشيسكو سكيتينو (52 عاما) قبطان السفينة كونكورديا، الذي وصفته صحيفة ايطالية بانه "اكثر رجل مكروه في ايطاليا" - حكما بالسجن لعدة سنوات بتهم القتل المتعدد والتخلي عن السفينة.
وقد دافع عن نفسه وقال ان المناورة التي قام بها بعد ان اصطدمت السفينة بالصخور وانقلابها على جنبها انقذت حياة الكثيرين. وقال انه غادر السفينة لتنسيق جهود الاخلاء من مكانه على الشاطئ.
ووصل القبطان الى منزله في ميتا دي سورينتو قرب نابولي عند نحو الساعة الثانية صباحا يرافقه ضباط من الشرطة. وقد افرج عنه من السجن الثلاثاء بعد ان اصدر قاض قرارا بانه لا يوجد خطر من فراره.
ودافع القبطان في التحقيق المطول الذي اجري معه الثلاثاء عن تصرفاته عند وقوع الكارثة قبالة جزيرة جيليو.
وقال المحامي برونو ليبوراتي ان "القبطان دافع عن دوره في توجيه السفينة بعد الاصطدام، وقال ان ذلك انقذ حياة المئات وربما الالاف". واضاف المحامي ان "القبطان اكد انه لم يتخل عن السفينة". وذكرت صحيفة "كورييرا ديلا سيرا" اليومية ان سكيتينو قال للمحققين انه كان يقود السفينة عندما وقعت الكارثة، الا انه سقط في البحر بعد ذلك ولم يتمكن من العودة الى السفينة التي كانت تميل الى الجنب.
واكد ليبوراتي ذلك وقال للصحافيين ان "السفينة كانت في تلك اللحظات مائلة بزاوية 90 درجة"، مشيرا الى ان القبطان لم يكن ليتمكن من العودة الى السفينة دون مساعدة مروحية. وطبقا للمحققين فان غرق غرفة المحركات الغارقة جعلت من المستحيل على القبطان ان يقود السفينة البالغة زنتها 114 الفا و500 طن والتي اقتربت من ميناء صغير في جيليو قبل ان تنقلب.
وفي التسجيل الذي كشفت عنه سلطة ميناء ليفورنو سمع صوت مسؤول في الميناء يوبخ القبطان ويامره بالعودة الى السفينة حتى يستطيع مساعدة عدد عدد الاشخاص الذين لا زالوا على متن السفينة. وسأله المسؤول "ماذا تفعل؟ لماذا تركت عملية الانقاذ؟". ولم توجه التهم بعد الى القبطان، الا انه بموجب القانون الايطالي فانه يمكن ان توجه اليه التهم الى ما بعد عام من احتجازه.
ويخضع سكيتينو منذ السبت الى تحقيق بتهمة القتل غير العمد نتيجة التهور والتسبب بغرق السفينة والتخلي عنها، ووضع قيد الحجز السبت بامر من مدعي عام مدينة غروسيتو فرانشيسكو فيروزيو الذي اعرب عن وجود "خطر لهروبه واخفائه ادلة". وجاء التحقيق مع القبطان بعد ان استخدمت قوات البحرية الايطالية المتفجرات لاحداث فتحات في السفينة، وانتشال خمس جثث جديدة الثلاثاء مما رفع عدد القتلى الى 11 قتيلا.
وقد غرقت الباخرة كونكورديا التي كانت تقل 4229 شخصا بينهم 3200 سائح والف من افراد الطاقم، مساء الجمعة بعد اصطدامها بصخرة قرب جزيرة جيليو في توسكانا، وسط غرب ايطاليا. ومن بين المفقودين طفلة ايطالية في الخامسة من العمر. وقد وضعت المتاجر والحانات المحلية صور الطفلة على نوافذها املا في ان تكون قد تمكنت من النجاة وتاهت في الجزيرة.
وتتصاعد المخاوف من حدوث كارثة بيئية في حال تسرب الوقود من الخزانات في المنطقة التي تعتبر مقصدا للسياح. ويتوقع ان تهب عاصفة على الجزيرة الخميس. وتعتزم الشركة الهولندية "سميت" البدء في عمليات انتشال السفينة الاربعاء، وقالت ان العملية قد تستغرق ثلاثة اسابيع على الاقل.