تعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بمواصلة الجهود اللازمة لممارسة ضغوط تستهدف حمل الرئيس السوري بشار الأسد على التنحي عن الحكم. جاء ذلك في الوقت الذي رفضت فيه حكومة دمشق دعوة قطرية لإرسال قوات عربية إلى سوريا لإنهاء أعمال العنف الدائرة هناك. وميدانيا، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا، أن سبعة عشر مدنيا قتلوا أمس الثلاثاء في مناطق مختلفة من سوريا. بينما تقول السلطات السورية إن ستة جنود قتلوا إثر هجوم صاروخي استهدف نقطة تفتيش قرب العاصمة دمشق.
وقال أوباما أمس الثلاثاء إن أعمال العنف في سوريا وصلت إلى "مستويات غير مقبولة" مجددا دعوته للرئيس السوري بشار الأسد وحكومته بالتنحي عن السلطة.
وأوضح أوباما بعد لقائه والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في البيت الأبيض قائلا: " لا نزال نرى مستويات غير مقبولة من العنف في سوريا وسنواصل مشاورتنا عن كثب مع الأردن لزيادة الضغوط الدولية وتهيئة المناخ لتشجيع النظام السوري على التنحي عن السلطة". وأشاد أوباما بالعاهل الاردني مذكرا بأنه كان الزعيم العربي الأول الذي يدعو الرئيس السوري إلى التنحي عن السلطة.
وتأتي دعوة أوباما في الوقت الذي رفضت فيه الحكومة السورية الاقتراح القطري بإرسال قوات عربية إلى سوريا لوقف اعمال العنف واعتبرت أن الاقتراح يفتح الباب امام التدخل الخارجي في الشؤون السورية
ومن المقرر أن يعقد وزراء الخارجية العرب في الثاني والعشرين من الشهر الجاري اجتماعا لمناقشة الاقتراح القطري ومصير بعثة المراقبين العرب التي أرسلت إلى سوريا الشهر الماضي للتحقق من التزام دمشق بخطة السلام العربية التي وافقت عليها في الثاني من نوفمبر الماضي.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي السبت خلال زيارة لسلطنة عمان انه سيتم تقييم عمل مهمة المراقبين خلال اجتماع الأحد المقبل. وتنص خطة السلام العربية على وقف إراقة الدماء وسحب الجيش من المدن والإفراج عن محتجزين وإجراء حوار مع المعارضة.
في غضون ذلك، عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا ظهر أمس الثلاثاء لبحث مشروع قرار معدل قدمته روسيا بشأن الأزمة في سوريا. ومن جانبها اعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية المشروع الروسي "بعيد جدا عن الاستجابة لواقع الوضع" القائم في سوريا.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن دبلوماسي في نيويورك قوله " إن مشروع القرار الجديد مجرد تجميع للتعديلات التي اقترحها الأعضاء الآخرون للمجلس دون تقدم في الجوهر". وترفض دول الغرب رغبة موسكو في أن تضع النظام والمعارضة على قدم المساواة على صعيد إدانة العنف.
ميدانيا، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أن ثمانية أشخاص قتلوا اثر انفجار عبوة ناسفة بحافلة ركاب صغيرة على طريق إدلب - حلب. وفي مدينة حمص أكد نشطاء سوريون أن " ناقلات جند تابعة للجيش السوري جابت شارع القاهرة في المدينة وأطلقت النار بشكل عشوائي مما أدى إلى مقتل شخص وإصابة تسعة آخرين في حي الخالدية".
وتأتي الحصيلة الجديدة للقتلى، وإجماليها 17 شخصا حسب المرصد السوري، بعد إعلان الأممالمتحدة أنها ستبدأ خلال أيام تدريب مراقبين عرب بناء على طلب الجامعة العربية لإرسالهم لاحقا إلى سوريا. وسيتولى التدريب موظفون في المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة.
واستمرت أعمال العنف في سوريا رغم تواجد المراقبين العرب منذ 26 ديسمبر الماضي. وتقول الأممالمتحدة إن أعمال العنف أدت إلى مقتل 5400 شخص منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد في مارس الماضي.