«الإمام الغزالى تحد لقدرة قطاع الإنتاج على المنافسة فى مجال المسلسل الدينى والتاريخى» بهذه الكلمات أكد عادل ثابت رئيس قطاع الإنتاج أهمية المسلسل الذى بدأ تصويره قبل أيام فى الحى الإسلامى بمدينة الإنتاج الإعلامى، مؤكدا انه بمثابة استعادة لمكانة الدراما الدينية أمام نظيرتيها الإيرانية والسورية. وحرص ثابت على عقد اجتماع مع إدارة الديكور والملابس والماكياج قبل التصوير للتأكيد على ضرورة التركيز وبذل الجهد واستخدام خامات جيدة بما ينعكس على جودة العمل ككل، وقال أنه لن يقبل أن يضيع مجهود فريق العمل بسبب ماكياج سيئ أو أخطأ فى الملابس والديكور.
وعلى الجانب الآخر بدأ المخرج إبراهيم الشوادى تصوير أول المشاهد فى ديكور مدينة «طوس» مسقط رأس الإمام، ليسير العمل فى أحداثه بترتيب حياة الغزالى نفسه، حيث يبدأ بالغزالى طفلا نابغا حفظ القران فى الثانية عشرة ليعلن عن نبوغ وعبقرية مبكرة، حتى يستقبل فترة الشباب التى يبدأها الفنان محمد رياض حتى نهاية المسلسل.
ويقول الشوادى: نسعى لأن يكون العرض على شاشة رمضان القادم، ورغم أننا لم نستقر على الميزانيات النهائية للعمل الصعب من وجهة نظرى، ولكن قطاع الإنتاج حتى الآن يوفر لنا معظم متطلباتنا الإنتاجية، وأتمنى الانتهاء من العمل فى الموعد المحدد له.
وتحدث الشوادى عن العمل نفسه قائلا: ابرز رسائل المسلسل هو ما حمله الغزالى على عاتقه طوال عمره وهو أن الإسلام دين عقل ودين الوسطية وليس المغالاة ورغم ان العمل معد منذ فترة إلا انه يخرج فى أحسن توقيت نحتاج له فيه، ولا أريد ان يفهم من كلامى انه اسقاط على تيار بعينه ولكن القدر وحده هو صاحب التشابه بين العصر الذى عاشه الإمام الغزالى وبين العصر الذى نعيشه الآن، ورغم أن الغزالى لم يأت إلى مصر إلا عابر سبيل.
وأضاف: من خلال حياة الغزالى نرصد ما تعرض له هو كقضية الشهيد مثلا وتعريفه والعلاقة بين المسلم والمسيحى وتنظيمها وبين السنى والشيعى وكيف تدار هذه العلاقة وكيف انضم الغزالى للصوفية واعتزل الناس فترة ثم انتقد فيما بعد بعض مظاهر الصوفية التى تؤدى إلى العزلة عن الناس إلى آخر هذه القضايا الخلافية. ونجد أيضا فى العمل الكثير من المعلومات والمتعة البصرية فسنرى موكب الرؤية وزفة الحج وحياة الطبقة الحاكمة وغناء الأميرات ودولة الحشاشين، ووافق الأزهر على العمل وأشاد به، وأرى انه عمل يستحق المخاطرة الإنتاجية بالفعل لما يحتويه من ثراء كبير على عدة مستويات. وأشار مخرج الغزالى إلى المشاكل التى تواجهه ومنها التعامل مع وزارة الآثار وما تطلبه من أجور للتصوير فى الأماكن التاريخية وطالب المسئولين عن الوزارة إعادة النظر فى الأرقام الفلكية التى يطلبونها نظير التصوير فى بعض الأماكن الأثرية لافتا النظر إلى ان ما يحدث فى مصر لا يحدث فى دول أخرى كثيرة تدعم فنونها وأعمالها الفنية كسوريا وإيران والتى تفوقت على مصر فى صناعة تلك الأعمال. كما انتقد الشوادى وبشدة السياسة التى كانت تتبع فى الماضى إبان زاهى حواس الذى كان يخفض لمن يشاء التكلفة ويرفعها لمن يشاء مما يوضح ان تخفيض التكلفة أو إلغاءها شىء ممكن. كما أفصح انه أرسل إلى وزارة الداخلية يطلب منها بعض فرق الخيول والجنود لتأدية بعض المعارك وما زال ينتظر الرد، حيث ان مشاهد المعارك تعتبر من وجهة نظر الشوادى أصعب ما فى العمل خاصة المعركة التى توضح دخول الصليبيين للقدس لأول مرة.
يشارك مع الفنان محمد رياض فى بطولة المسلسل نرمين الفقى وبثينة رشوان وأشرف عبدالغفور وأحمد خليل وأحمد سلامة ورشوان توفيق وفايزة كمال وميرنا وليد وأحمد وفيق.