يقضى الفنان محمد رياض معظم وقته حاليا فى قراءة كل ما كتب عن الإمام أبوحامد محمد بن محمد الغزالى، وهى الشخصية التى يستعد لارتداء عباءتها فى منتصف يناير المقبل، حينما تدور الكاميرا معلنة بدء تصوير أولى مشاهد مسلسله الجديد «الإمام الغزالى» الذى يعد خامس عمل سيرة ذاتية فى مشواره الفنى عبر الشاشة الصغيرة فضلا عما قدمه عبر الإذاعة. يقول رياض: هى مصادفة وأشعر أننى سعيد الحظ أن لعبت كثيرا من الشخصيات الحقيقية مثل يحيى حقى ويوسف إدريس والإمام ابن حزم وأحمد بن حنبل والترمذى لأننى أعتبر اختيارى لهذه الشخصيات يعكس ثقة المخرجين إضافة إلى أننى استفدت كثيرا من هذه الشخصيات على المستوى الشخصى من قراءتى لهم ولأعمالهم.
● ولماذا الإمام الغزالى الآن؟ هذا المشروع كان مدرجا على خريطة قطاع الإنتاج منذ عام 2007 وهو من تأليف محمد السيد عيد وإخراج إبراهيم الشوادى الذى عرض على الدور حينها وأعجبت جدا بهذا الرجل الذى يعتبر حجة فى الإسلام وكان يتخذ المنهج العقلى فى كل كتاباته إضافة إلى إعمال الروح ولكن تم تأجيله أكثر من مرة إلى أن حانت الظروف الآن.
● لكن.. أليس غريبا أن يتحمس قطاع الإنتاج لهذا العمل بالتزامن مع صعود الإسلاميين؟ لا نقدم مسلسلا لمغازلة أى تيارات دينية وسأشعر بضيق إذا وصل هذا المعنى لأى أحد فكما ذكرت فالمسلسل كان مدرج منذ سنوات وأود توضيح أن هناك اتفاقا شديدا على هذا الرجل الذى يمثل النموذج الصوفى الحق وله كتاب اسمه «إحياء علوم الدين» قال عنه كثيرون إن الغزالى والذى تبلغ مؤلفاته 500 مؤلفا لو لم يكتب سوى هذا الكتاب لكفاه إلى جانب أنه كان يؤمن بالفنون وهو نموذج إسلامى يحتذى به وجاء فى وقت تملكتنى فيه رغبة شديدة فى تقديم مسلسل دينى بعد غياب أكثر من 5 أعوام ولم يكن فى ذهنى صعود التيارات الإسلامية أبدا.
● هل تعلم أن الفنان كمال أبورية كان يريد لعب هذه الشخصية؟ اتصلت بأبورية فور علمى بذلك فشرح لى وجهة نظره وتمنى لى التوفيق ولا توجد أى مشكلة على الإطلاق أن أقبل عملا اعتذر عنه زميل آخر وهذا أمر وارد ولا يقلل هذا من شأنى أبدا خصوصا أننى أوضحت أن هذا المشروع تم عرضه علىّ منذ أربعة أعوام.
● إبراهيم الشوادى لم يحالفه الحظ فى المسلسلات التاريخية فهل هذا يسبب أى قلق لك؟ على الإطلاق.. فقد قدمت معه مسلسلين من أحسن ما قدمت وهما «الجبل» و«الرجل والطريق» وحصدنا جوائز عديدة وهو مخرج كبير والمشكلة التى صادفها كانت حول مسلسل «الظاهر بيبرس» الذى عانى من ظروف بعينها وحدث خلاف نتيجة أنه جعل الحوار باللغة العامية ويعد هذا المسلسل هو أول مسلسل دينى له.
● ما مدى صحة ما تردد بشأن تخفيض قطاع الإنتاج الأجور ووضع حد أقصى مليون جنيه؟ طلب القطاع تخفيض أجورنا بالفعل وقد وافقنا جميعا لأننا نعلم المحنة التى يمر بها القطاع والبلد بأكمله وتنازلت عن جزء كبير من أجرى ولم أصل إلى المليون جنيه فى هذا المسلسل ولكن بالتبعية أتوقع أن تخفيض الأجور سيصب فى صالح العمل نفسه خصوصا أن هذه النوعية من المسلسلات تحتاج إلى ملابس بعينها وديكورات وإكسسوارت وهو عمل مكلف.
● بعيدا عن الغزالى لماذا اعتذرت عن الجزء الثانى لمسلسل «حضرة الضابط أخى» وهل لاعتذارك علاقة بما قيل إنه جاء ليحسن صورة رجل الشرطة؟ مسلسل الغزالى يحتاج إلى تفرغ شديد ومن أجله اعتذرت عن مسلسلين سوريين إنتاجهما ضخم.. أما فيما يتعلق بالجزء الثانى لحضرة الضابط أخى فهو ليس جزءا ثانيا.. فلم يتم الاحتفاظ سوى بالاسم فقط لكن القصة مختلفة، هذا يؤكد أننى لم أتأثر بهذه الحملة فلابد من إعادة العلاقة الطيبة بين الشعب والشرطة.