يستلهم الشباب الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة من الناشطين الذي حركوا الربيع العربي على مواقع التواصل الاجتماعي التي باتوا يلجؤون إليها رغم الرقابة المفروضة من السلطات الفلسطينية. ففي 2011 استخدم النشطاء الفلسطينيون مواقع فيسبوك وتويتر والمدونات لحث عشرات آلاف الناس على التظاهر في قطاع غزة والضفة الغربية بشكل غير مسبوق للمطالبة بإنهاء الانقسام المرير بين فتح وحماس لتوقع الحركتان اتفاق مصالحة ينهي أربع سنوات من القطيعة.
ومنذ ذلك الحين لعبت الوسائل الاجتماعية دورا مركزيا في حشد تظاهرات وتجمعات شعبية كتظاهرات النكبة على الحدود مع إسرائيل ودعم المسعى الفلسطيني للعضوية في الأممالمتحدة وحاليا حملتي مقاطعة البضائع المصنوعة في المستوطنات الإسرائيلية ورفض التطبيع.
ويقول صبري صيدم، هو خبير تكنولوجي فلسطيني شغل منصب وزير التكنولوجيا سابقا، إنه "عادة كانت الشعوب تستلهم من القضية الفلسطينية لكن الوضع تغير في 2011، واستلهم الفلسطينيون أفكارهم من الثورات العربية وبدأوا باستخدامها على الرغم من اختلاف المناخ والبيئة".
ويوضح صيدم أن استخدام وسائل الاجتماعية؛ خصوصا موقع فيسبوك، ازداد بشكل كبيرالعام الماضي "فهناك مليون مشترك فلسطيني على الفيسبوك في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية"، وعلى الرغم من أن نشطاء المقاومة السلمية في فلسطين يلجؤون إلى الإعلام الاجتماعي لتوثيق هجمات المستوطنين والاشتباكات مع الجيش الاسرائيلي، فإن استخدام هذه الوسائل في النشاط المدني محدود.
وتقول جيليان يورك، مديرة حرية التعبير في مؤسسة الحدود الإلكترونية الأمريكية والتي شاركت في المؤتمر الفلسطيني الأول للإعلام الاجتماعي الشهر الماضي، إن الأسباب تعود إلى "الرقابة والرقابة الذاتية"، مشيرة إلى أنه "يتم اعتقال الناس هنا طوال الوقت ولكن من الصعب معرفة من يتم مراقبته عبر الانترنت".
أما في قطاع غزة كما توضح يورك فالوضع مختلف رغم أن "الرقابة الالكترونية جزء صغير من حقيقة ما يحدث؛ فمن النادر جدا أن يتم استهداف أحدهم فقط من أجل ما يقوم به عبر الشبكات ففي فلسطين تكون ناشطا ويتم استغلال ما قلته عبر الشبكات ضدك".
وكان المدون أسعد الصفطاوي، 22 عاما، من غزة، قد تعرض للاعتقالات والملاحقات من قبل حركة حماس في غزة واعتقل 4 أيام في مارس 2011 لمشاركته في التنسيق والإشراف في حركة 15 مارس التي تدعو إلى إنهاء الانقسام.
ويقول الصفطاوي إنه يخضع "لنوعين من الرقابة؛ رقابة حركة حماس والرقابة الذاتية التي أمارسها لإرضاء عائلتي التي تخاف علي ولكن تفلت الأمور في لحظات الغضب".
وقبل ذلك رفعت على الصفطاوي قضية بتهمة الذم والترويج لأكاذيب للتحريض ضد حكومة حماس بسبب مقال نشره على فيسبوك في أبريل 2010 ينتقد فيه ممارساتها في غزة نشر في صحيفة الأيام الفلسطينية، وانتهت في أكتوبر الماضي بحكم مع وقف التنفيذ، كما تعرضت مدونة الصفطاوي -الذي كان ينتقد فيها الوضع السياسي في الضفة الغربية وقطاع غزة بين الحكومتين- للاختراق قبل أكثر من عام من قبل مجهولين.
وهو يتابع حاليا نشاطه عبر فيسبوك وتويتر، مؤكدا أنه "في إحدى المرات أحضروا لي صفحاتي على موقعي فيسبوك وتويتر مطبوعة على ورق في التحقيق".
ويرى الصفطاوي إن الاستدعاءات والاعتقالات والتهديدات التي تصله لا تخيفه، متسائلا "إن سكتنا كلنا في حالة الظلم فمن سيتكلم؟"