حذرت تركيا أمس الأربعاء، من حرب طائفية باردة في المنطقة، وقالت إن التوتر السني الشيعي المتنامي سيكون "انتحارًا" للمنطقة بكاملها. وقال وزير الخارجية التركي- أحمد داود أوغلو لوكالة "أنباء الأناضول" الرسمية، قبل زيارته لإيران "دعوني أقول بصراحة أن هناك نية لدى البعض لبدء حرب إقليمية باردة".
وقال "نحن مصممون على منع نشوب حرب باردة إقليمية. التوترات الإقليمية ستكون انتحارًا للمنطقة بأسرها". وأضاف داود أوغلو أن آثار مثل هذه الحرب ستستمر عقودًا. وأضاف "تركيا ضد كل عمليات الاستقطاب سواء من الناحية السياسية بمعنى التوتر الإيراني العربي أو من ناحية تشكيل ما يبدو أنه محور، ستكون هذه إحدى الرسائل المهمة التي سأحملها إلى طهران".
وحاولت تركيا ذات الأغلبية السنية التي تشترك في حدود مع إيران والعراق وسوريا لعب دور معتدل، في الوقت الذي تسابقت فيه السعودية وإيران على النفوذ في المنطقة التي تشهد تغييرات واسعة في ثورات "الربيع العربي".
وصعدت الولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الأوروبي ضغوطها على إيران أمس الأربعاء مع موافقة الدبلوماسيين الأوروبيين مبدئيًا على حظر استيراد النفط الإيراني، كما أرسلت واشنطن وزير خزانتها إلى آسيا لمناقشة فرض مزيد من العقوبات.
وهددت إيران باتخاذ إجراءات إذا أدخلت البحرية الأمريكية حاملة طائرات إلى الخليج، وهذا هو أشد البيانات الإيرانية قوة بعد أسابيع من البيانات الحادة، بينما تضغط العقوبات المالية التي فرضها الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة على اقتصادها.
وقال داود أوغلو "تركيا تعارض بشدة وجود توتر شيعي سني جديد في المنطقة أو مشاعر مناهضة لإيران أو تصاعد توترات مماثلة كما هو الحال في الخليج". وأشار الوزير التركي إلى قضية العراق الذي يشهد خلافات عرقية وطائفية حيث يعزز الأكراد استقلالهم الذاتي في الشمال بينما يهيمن الشيعة على الجنوب وفي أجزاء من بغداد، بينما يبحث السنة إمكانية إقامة إقليمهم شبه المستقل في الوسط والغرب.
وقال "سياستنا فيما يتعلق بالعراق تشهد اتصالاً قريبًا مع كل الأطراف، يجب ألا يخطئ أحد هنا، يجب ألا يتصرف أحد من منطلق أن أيديولوجية واحدة أو طائفة واحدة أو عرقًا واحدًا يمكنه الهيمنة في أي دولة كما كان الحال في الماضي. المجتمعات في المنطقة تحتاج إلى فهم سياسي جديد".