لم تشهد مصر على مدار تاريخها أى انتخابات رئاسية حقيقية، وظل الأمر حتى وقت قريب مجرد استفتاء نتيجته معروفة مسبقا، وحينما أراد النظام السابق إيهام المواطنين بان هناك ديمقراطية حقيقية وفتح الباب للترشح على منصب الرئاسة وجدنا أنفسنا أمام تمثلية هزلية غير محبوكة دراميا، وبعد ثورة 25 يناير أصبحنا مقبلين على أول انتخابات رئاسية حقيقية، فكيف استعدت شاشات الفضائيات لهذا الحدث، هل سنجد قناة تدعم مرشحا على حساب آخر وتتولى حملته الدعائية؟ وما هو الدور الواجب على الإعلام الخاص فى هذه العملية الانتخابية ومسئولياته. مصطفى حسين مدير قناة التحرير الذى يقول:
لا شك أننا أمام حدث استثنائى وتحد كبير يواجهه كل من الإعلام المصرى العام والخاص لان المسئولية واحدة على الجميع، ورغم أن الحديث عن هذا الموضوع مبكر بعض الشىء إلا أننا نؤكد التزامنا بالحيادية المطلقة ولن نساند مرشحا على حساب آخر لان شعارنا هو الشعب يريد تحرير العقول فكيف نفرض عليه وصايتنا بل سنلتزم بكل ما هو محظور على الإعلام فى هذا الحدث وسنكون موضعيين فى عرض كل البرامج الانتخابية للمرشحين وعمل مناظرات بينهم وفقا للأسس المعمول بها فى هذا الشأن ونترك للمواطن الحق فى الاختيار.
ويتفق معه فى الرأى د.محمد خضر مدير قناة دريم، وقال: «المواطن المصرى فوق كل شىء» هذا هو شعارنا الدائم الذى لا نغيره فمع التزامنا بالحيادية والموضوعية وعرض البرامج الانتخابية لكل المرشحين والمناظرات وما إلى ذلك فسوف نهتم كثيرا بالتقارير المصورة على أن تنتشر كاميراتنا فى كل أنحاء مصر لنتحدث مع المواطنين عن مواصفات الرئيس القادم من وجهة نظرهم وما أولوياته كما يرونها، وعليه لن ندعم مرشحا على حساب آخر رغم أن هذا شىء مقبول به فمن حق أى قناة خاصة أن تعلن على الملأ مساندتها لمرشح بعينه لكننا نأبى على أنفسنا أن نكون أوصياء على الشعب.
ولكن بشير حسن مدير البرامج بقناة المحور كان له وجهة نظر مخالفة ويرى أن هناك قنوات ستتضامن بشكل غير مباشر مع مرشحين بأعينهم قد يتفقوا مع توجه القناة وأصاحبها.
وقال: ولدى معلومات أن هناك قنوات بدأت تجرى اتفاقات بالفعل مع المرشحين لبيع مساحات على الهواء لهم كنوع من الدعاية ويحصلون على نسبة من الميزانية التى يخصصها المرشح لدعايته وفقا لشعبيته أو جماهيرية القناة نفسها، أما فيما يتعلق بقناة المحور تعرضنا لمشاكل عديدة مع بعض المرشحين المحتملين للرئاسة الذين كانوا يرفضون عقد مناظرات مع منافسيهم وأحيانا يطالبون بعرض الأسئلة عليهم ليختاروا ما هو لائق لهم ويحذفوا ما يريدونه.
من ناحيته نفى ألبرت شفيق مدير قناة اون تى فى ما تردد أن محطته ستنحاز لعمرو موسى أو د.محمد البرادعى على حساب باقى المرشحين انطلاقا من إعلان نجيب ساويرس صاحب القناة بأكثر من مناسبة دعمه لهذين الاسمين، وقال ألبرت: المهندس نجيب كان يعبر عن رأيه الخاص بعيدا عن القناة وإلا كان من باب أولى أن ندعم الكتلة المصرية فى الانتخابات التشريعية الذى يضم حزب الأحرار الذى يتولى رئاسته، وهم ما لم يحدث، حيث قدمنا تغطية موضوعية متوازنة للانتخابات، وهو ما سنفعله بالانتخابات الرئاسية مع العمل على زيادة المعدات وفرق التصوير لنقل أنشطة المرشحين، كما قررنا عمل مناظرات يديرها كل من ريم ماجد ويسرى فودة.
ولأن قناته محسوبة على جماعة الإخوان المسلمين نفى حازم غراب مدير قناة مصر 25 تبنى القناة المرشح الذى سيدعمه الجماعة أو حزب الحرية والعدالة وقال:
نتبع مدرسة فكرية إسلامية أهم مبادئها هى العدل وعليه لن ننحاز لأحد ولكل من يتهمنا بأننا لسان حال الإخوان أقول له أن المتهم برىء حتى تثبت إدانته، فليثبتوا التهمة علينا، بل والأكثر من هذا أتمنى أن تنهج القنوات الأخرى منهجنا، وحرصنا منذ البداية أن نكون مرآة عاكسة لكل ما يحدث بالشارع، ولم نفعل كغيرنا من القنوت التى سعت للتأثير على الناس فى الانتخابات التشريعية.
ونظرا لقدرة برنامجه الذى يحمل اسم القاهرة على حشد الناس سألنا طارق يونس رئيس تحرير برنامج «القاهرة اليوم» عن سياسة برنامجه فى التعامل مع انتخابات الرئيس القادم، فأجاب:كل المرشحين المحتملين للرئاسة الذين قمنا باستضافتهم طوال الفترة الماضية خرجوا غاضبين ومنهم من اشك انه سيوافق على الظهور معنا مرة أخرى بل أن هناك من رفض بالأساس المجىء وتحديدا د.البرادعى وذلك لأننا حريصون أن نوجه أسئلة قوية لا تخضع لأى شروط ولا تعرض مسبقا على الضيف فنحن نتحدث مع رجل جاء ليقدم نفسه للجمهور باعتباره مرشحا على منصب الرئاسة وعليه أتوقع أن تكون هناك مشكلة فى استضافة المرشحين بعد فتح الباب.