ذكرت صحيفة (ميلليت) التركية أن أن القلق يعم تركيا إزاء الأحداث الجارية في المنطقة والتي تراقب الوضع عن كثب وأهمها التطورات السلبية في العراق، بعدما سحبت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما قواتها العسكرية من العراق وادعت بأنها تركت وراءها دولة مستقرة ولكن الحقيقة تشير إلى عكس ذلك. وأوضحت الصحيفة في تحليل لها اليوم الجمعة أن الاتهامات الموجهة من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لنائب الرئيس طارق الهاشمي بدعم الإرهابيين فتحت طريق الصراع بين السنة والشيعة، كما أن الفوضى السائدة في العراق أدت إلى مخاوف أنقرة من الانقسام وهذا يعني الأكراد في الشمال، والسنة في الوسط، والشيعة في الجنوب.
وأضافت الصحيفة أن احتمال التوصل لصفقة سلمية يبدو مستبعدا وإنما هناك احتمالات للصراع الطائفي والعرقي وما زال هناك احتمال انجراف العراق لحرب أهلية وهذا أمر خطير جدا بالنسبة للمنطقة بأسرها.
وأشارت إلى أن أنقرة دافعت حتى الآن عن وحدة أراضي العراق ووحدته الوطنية وبذلت وساطة مكثفة في هذا الاتجاه لأن هذا الأمر يقلقها، كما أعلنت أنقرة عن وقوفها لجانب الزعيم السني طارق الهاشمي في الصراع الجاري بين المالكي والهاشمي.
ويعتبر الموقف التركي السبب الثاني لابتعادها عن المالكي الذي اتهم مؤخرا تركيا بالتدخل في الشئون الداخلية للعراق، وأن أي تغير محتمل في العراق يؤثر على المنطقة وتركيا وهيمنة الشيعة على إدارة العراق سيؤدي إلى زيادة نفوذ إيران، وهذا التطور يؤدي إلى تجمع العراق وسوريا حول محور إيران، ومثل هذه الجبهة بدون أي شك تزعج أنقرة.
وقالت صحيفة (ميلليت) التركية إنه ثمة عامل مجهول آخر متعلق بموقف كردستان العراق، حيث إن المالكي يرغب استخدام الأكراد في التوازنات الداخلية، ولكن الإدارة في يد مسعود برزاني رئيس إقليم كردستان العراق، ولدى الإدارة الكردية بشمال العراق الآن خيار التقارب مع تركيا، حيث حققت العلاقات بين أنقرة وأربيل
مؤخرا صفقة كبيرة ومن الممكن توثيق العلاقات التركية مع الإدارة الكردية في العراق بشكل من أشكال الشراكة وربما سيدفع هذا التطور أربيل لتقديم مزيد من الدعم الفعال لتركيا بشأن حزب العمال الكردستاني.
وأضافت الصحيفة أن سوريا التطور الآخر الذي يجب متابعته بدقة وحذر، وسنرى في الأيام القادمة كيف ستتوجه الأمور من بعد بدء مهمة مراقبي جامعة الدول العربية هذا الأسبوع في سوريا .. مشيرة إلى أن إعادة السيطرة على الأوضاع في سوريا يعني إطالة عمر نظام بشار الأسد، وأن التطورات الأخيرة كأنما أبعدت تركيا قليلا عن المشهد السياسي الجاري في سوريا والمبادرة الحالية لا تزال في أيدي مصر والجامعة العربية.
وختمت الصحيفة تحليلها بالقول "الخلاصة، الاحداث التي تخص تركيا تتسارع بدرجة كبيرة في منطقة الشرق الأوسط، لذا يجب على أنقرة أن توجيه أنظارها حول التطورات الجارية في المنطقة".