كشفت مصادر تمويلية شاركت فى القرض الذى حصلت عليه شركة مصر لتصنيع البترول (موبكو) صاحبة مشروع اجريوم فى دمياط، الذى تسبب وجوده فى مشاكل على مدار السنوات الأربعة الماضية، أن الشركة سددت جزءا من مستحقات المقاول المنفذ للمشروع «أودا» الألمانية من موردها الذاتية بعد توقف البنوك المؤقت صرف الدفعات المتبقية من القرض. وقال مصدر شارك مصرفه بحصة كبرى فى القرض، البالغ 1.05 مليار دولار والذى حصلت عليه الشركة قبل عامين إن البنوك تنتظر المفاوضات التى تجريها الشركة مع المجتمع المدنى فى دمياط للمساهمة فى حل مشكلة المصنع المتوقف قبل شهرين لمعرفة مصير التعاون بين البنوك والشركة.
وقدر المصدر حجم خسائر الشركة المستمرة منذ القرار بتوقف المصنع بنحو 650 مليون جنيه، وهو ما جعل البنوك ترجا صرف جزء من بقية القرض الشهر الماضى.
«البنوك رهنت صرف باقى قيمة القرض بالموقف النهائى المتعلق باستمرار العمل فى المشروع، خاصة أنها لا تعرف مصير تلك الأموال التى أنفقت قبل عامين، بمشاركة لنحو أكثر من 20 بنكا» أضاف المصدر.
واستنكر المصدر الهجمة على المشروع رغم اتخاذ الشركة كافة الاشتراطات البيئية قيد الشروع فى المصنع، الذى شهد الإعلان عنه مظاهرات كبرى فى المحافظة السياحية دمياط، وقال المصدر إن المصنع من شأنه تحقيق إيراد من العملة الأجنبية يدخل خزينة الدولة المساهم الرئيسى فى الشركة،حيث تصل حصة المساهم الأجنبى شركة اجريوم الكندية إلى نحو 25%، كما أن هذا النوع من المشروعات موجود بكثرة فى دول الخليج القريبة منا.
وقال المصدر إن قد تم الانتهاء من 90% من المشروع والتى تقدر توسعاته الاستثمارية بنحو 850 مليون دولار، ويستحق سداد أول قسط من مديونية البنوك فى ديسمبر 2012 وتقدر بنحو 102مليون دولار.
كانت مصادر مطلعة قد قالت ل«الشروق» فى وقت سابق آن خط الصرف الذى تستخدمه الشركة حاليا والذى يتردد انه مخالف للشروط البيئية وتسبب فى الإصابة بعدد من الأمراض ويقتل الحيوانات يفوق الاشتراطات البيئية المحلية، وفقا للأوراق المقدمة من الشركة، لكنه اقل من المعمول به فى الدول الخارجية بما فيها كندا، التى تسهم إحدى شركاتها «ميثانكس كورب» فى المشروع.
وأضافت المصادر، ل«الشروق»، أن الشركة تعتزم تشغيل خط جديد بدأت فى تنفيذه منذ فترة مطابق للمعايير الدولية، ومن المقرر أن يبدأ العمل به يونيو المقبل ليتم غلق خط المياه القديم الذى تعتمد عليه الشركة فى الوقت الحالى وهو ما أكدته الشركة قبل أيام.
من جانبه، قال أكرم تيناوى الرئيس التنفيذى لبنك المؤسسة العربية المصرفية فى مصر إن البنوك المشاركة فى تمويل «موبكو» فى دمياط، ومنهم مصرفه، مازالت تنتظر ما سوف تسفر عنه الأيام القادمة لتحديد مصير المشروع المتوقف عليه وما تم صرفه من قيمة التمويل، الذى يزيد على مليار دولار، البنوك مولت بعد دراسات والحصول على موافقات مختلفة تؤكد سلامة المشروع، فلا يمكن بعد مرور عامين أن نتكلم على مثل تلك الأشياء، مطالبا بالنظر إلى الجدوى الاقتصادى للمشروع».
وأضاف تيناوى أن البنوك لا يمكن أن تتوقف عن تمويل هذا النوع من المشروعات، رغم ما يحدث من اضطرابات تجعلها تعيد النظر فى التمويلات المقدمة، وما يعرض عليها من تمويلات جديدة.