دعت 29 حركة احتجاجية وحزبا سياسيا لمظاهرة حاشدة، الجمعة المقبلة، بميدان التحرير تحت شعار «جمعة تغطية عرض مصر» للتنديد بالاعتداءات الوحشية التى تعرضت لها المتظاهرات على خلفية أحداث فض اعتصام مجلس الوزراء الجمعة الماضية. «إللى اختشوا ماتوا»، رسالة وجهتها القيادية بالجمعية الوطنية للتغيير الدكتور كريمة الحفناوى للمجلس العسكرى، فى مؤتمر صحفى عقدته الحركات ال 26 بساقية الصاوى أمس، تعليقا على ما جاء بخطاب اللواء عادل عمارة عضو المجلس فى مؤتمره الصحفى أمس.
وشنت الحفناوى هجوما حادا على المجلس العسكرى قائلة: «أنتم اتعريتم لما عريتم البنات فى الشارع، أنتم تتنفسون كذبا ارحلوا وكفى، لن نفرط فى أعراض ودماء أولادنا لن تنجحوا فى تنفيذ خطتكم إلا على جثث الشهداء».
وشهد المؤتمر مفاجأة من العيار الثقيل، عندما ظهر الشاب الذى حاول إنقاذ الفتاة، صاحبة الصورة الشهيرة التى تسبب سحل قوات الجيش فى تعريتها من ملابسها، وهو مصور بجريدة «البديل» يدعى حسن شاهين ليروى شهادته.
قال شاهين: «لن أعلن عن اسم الفتاة صاحبة الصورة، بناء على طلبها، وسأكتفى بالقول إنها ناشطة سياسية»، مضيفا: «الواقعة بدأت بهجوم جحافل الشرطة العسكرية على الميدان ومطاردتها للنشطاء، بعد تحطيمها السور الحديدى بجانب المجمع العلمى».
«حاولت والفتاة الركض بعيدا، لكنها تعثرت ووقعت على الأرض، حاولت مساعدتها على الوقوف مرة أخرى إلا أننا فوجئنا بعدد كبير من قوات الجيش يحيطون بنا من كل جانب وانهالوا على ضربا بعصيهم الخشبية وهراواتهم الحديدية»، يوضح شاهين. وتابع روايته: «قلت لهم إنى صحفى ولكنهم لم يتوقفوا عن ضربى وقفز أحدهم ببيادته الثقيلة على جسدى، فقدت بعدها الوعى، وعندما أفقت كان يتم إسعافى وعلمت بعدها بتعرية الجنود للفتاة أثناء سحلها وانتشرت الصور على فيس بوك والتليفزيون».
من جانبه، قال الناشط الحقوقى مالك عدلى، إن «التنكيل بالنشطاء بدأ من يوم 16 ديسمبر باعتقال 100 متظاهر واحتجازهم فى مكان ما أسفل مبنى مجلسى الشعب والوزراء، ويوم 17 ديسمبر علمنا بوجود 178 آخرين بمجمع محاكم زينهم، من بينهم 45 حدث تتراوح أعمارهم ما بين 11و15 عاما ومعظمهم مصابين بإصابات بالغة وآثار حروق نتيجة الصعق بالكهرباء».
«أحد المحتجزين قال إن العساكر جروه من ميدان التحرير حتى مجلس الشعب، وصعقوه هناك بالكهرباء وطالبوا بترديد عبارات إشادة بالمشير طنطاوى، وعندما رفض أجبروه على تناول الحشائش الخضراء فى حديقة المجلس»، واقعة انتهاك أخرى كشفها عدلى.
وتابع عدلى: «الوضع لا يزال غامضا بالنسبة للناشطة هند نافع بدوى، التى كانت لا تزال محتجزة بمستشفى كوبرى القبة العسكرى بدعوى تلقى العلاج، على الرغم من تحرير مجدى أبوالمجد قائد قوات المعنية بتأمين مجلس الشعب مذكرة بضبط هند و8 فتيات أخريات بتهمة التورط فى الأحداث الأخيرة، على الرغم من أن إصابتها بإصابة بالغة بحسب شهادة زميلاتها اللاتى وجدن معها قبل اعتقالها».
«كان نفسه يموت شهيدا دعا بكده لما راح يحج السنة إللى فاتت، بس متوقعش إنه يموت على إيد مصرى زيه»، هذا ما قالته زوجة الشهيد الشيخ عماد عفت فى شهادة مصورة تم بثها خلال المؤتمر الذى استغرق ساعتين.
وهو ما علق عليه عضو الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى أحمد إمام قائلا: «هذا هو الطريق الذى يريد المجلس العسكرى إجبار الثورة والثوار على السير فيه.. طريق الدم».