صرح الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي اليوم الثلاثاء أن أول مجموعة من المراقبين العرب ستصل سوريا هذا الأسبوع وذلك بعد مقتل اكثر من 100 شخص في احد اشد الأيام دموية في الانتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن قوات الأمن فتحت نيران المدافع الرشاشة على جنود لدى فرارهم من قاعدة للجيش في محافظة ادلب في شمال غرب سوريا أمس فقتلت أكثر من 60 منهم. واضاف أن 40 مدنيا قتلوا بالرصاص في مناطق أخرى.
وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) الرسمية إن قوات الأمن قتلت خمسة "إرهابيين" في محافظة درعا مساء الاثنين. واضافت ان الأسد اصدر مرسوما بمعاقبة من يوزع أسلحة "بقصد ارتكاب أعمال إرهابية" بالاعدام. وقال العربي لرويترز في القاهرة إن فريقا يمثل طليعة المراقبين سيصل إلى سوريا يوم الخميس ومن المقرر وصول باقي أفراد فريق المراقبين الذي يتألف من 150 فردا بنهاية ديسمبر.
وأضاف "إنها مهمة جديدة تماما ومهمة مجهولة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ومثلما هو الحال مع كل اتفاقية في العالم فانها تتوقف على التنفيذ بحسن نية." ووافقت سوريا في اوائل نوفمبر على خطة عربية تطالب بانهاء القتال وسحب القوات من المناطق السكنية والافراج عن السجناء وبدء حوار مع المعارضة.
لكن سوريا ماطلت لمدة ستة اسابيع في السماح لمراقبين بتقييم التنفيذ في الوقت الذي قفزت فيه اعداد القتلى. ووقعت دمشق بروتوكولا بشأن المراقبين أمس الاثنين في مقر الجامعة العربية بالقاهرة. وأضاف العربي "في غضون اسبوع من بداية العملية سنعرف (ما إذا كانت سوريا تمتثل للاتفاق)".
ويشك النشطاء السوريون المطالبون بالديمقراطية شكا عميقا في التزام الأسد بتنفيذ الخطة التي يمكن إذا نفذت أن تزيد جرأة المتظاهرين المطالبين بإنهاء حكمه الذي بدأ قبل 11 عاما. وفي الشهور الأخيرة بدأت تطغى على احتجاجاتهم السلمية بشكل متزايد مواجهات مسلحة يقودها عادة منشقون عن الجيش.
ودعا بعض زعماء المعارضة إلى تدخل عسكري أجنبي لحماية المدنيين من قوات الأسد. ومنعت السلطات السورية أغلب الصحفيين الأجانب من العمل في البلاد وفرضت قيودا على الصحفيين المحليين مما جعل من الصعب معرفة ما يحدث في البلاد. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن ثلاثة أشخاص آخرين قتلوا في أعمال عنف اليوم الثلاثاء اثنان منهم في مدينة حمص وواحد في قرية في محافظة ادلب. وشهدت حمص وادلب عمليات عسكرية متواصلة ضد المحتجين في الأيام الثلاثة الماضية.
وقالت سانا إن ضابطا برتبة نقيب في قوات الأمن توفي متأثرا بإصابته بنيران "مجموعة إرهابية" قبل نحو اسبوع في مدينة حماة. وقالت الأممالمتحدة إن أكثر من 5000 شخص قتلوا في سوريا منذ بدأت الاحتجاجات ضد الأسد في مارس. وقالت دمشق قبل عدة اسابيع إن 1100 من أفراد قوات الأمن قتلوا على أيدي "عصابات إرهابية مسلحة". وبدأ تمرد مسلح ضد الأسد يكتسب قوة دفع منذ ذلك الحين.
وبعد ان وافقت دمشق على الخطة في أوائل نوفمبر دون أن يتوقف العنف اعلنت الدول العربية مجموعة من العقوبات استهدفت التعاملات المالية مع سوريا وشملت قيودا على سفر المسؤولين وخفض رحلات الطيران. وقال العربي ان هذه الاجراءات ستبقى سارية الى ان يقدم المراقبون تقييمهم في تقارير يومية واسبوعية. واضاف أن الوزراء العرب سيقررون الخطوة التالية.
وقال العربي ان الدول الخليجية وافقت امس الاثنين على ارسال 60 مراقبا مساهمة في فريق المراقبين الذي يتألف إجمالا من 150 مراقبا. وأضاف ان المراقبين يتوقعون ان تتاح لهم حرية التحرك والاتصال بما في ذلك دخول السجون والمستشفيات في انحاء البلاد.
وسيرأس عملية المراقبة لواء سوداني لديه خبرة في عمليات حفظ السلام وستضم البعثة اعضاء من دول عربية ومنظمات غير حكومية. وسيرافق البعثة افراد من وسائل الاعلام. وقالت إيران -الحليف الرئيسي للأسد- إنها تعتبر اتفاق السماح بدخول المراقبين "مقبولا" إن لم يكن مثاليا.
وأبدت الولاياتالمتحدة تشككها في موافقة سوريا على السماح للدول العربية بمراقبة مدى التزامها باتفاق جامعة الدول العربية. وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية أمس للصحفيين "أعطى النظام السوري وعودا عديدة ثم خلفها... لذلك لسنا مهتمين حقا بالتوقيع على قصاصة ورق بقدر ما نريد خطوات لتنفيذ الالتزامات التي قطعوها."