الكل يشرع أصابع الاتهام، والمجلس العسكرى تحول إلى ممثل ادعاء ومتهم فى الوقت نفسه.. هكذا لخصت ثلاثة مؤتمرات صحفية، شهدتها القاهرة، أمس، مواقف السلطة الحاكمة والقوى الثورية والسياسية، من أحداث مجلس الوزراء، والتى بلغ ضحاياها، حتى أمس، 12 شهيدا، وما يزيد على 500 مصاب. وفى مؤتمر صحفى عالمى، اتهم المجلس العسكرى طرفا ثالثا، لم يفصح عنه، بتنفيذ «مخطط ممنهج لإدخال البلاد فى فوضى وإسقاط الدولة»، حسب تعبير عضو المجلس، عادل عمارة.
وقال عمارة، إن منفذى هذا المخطط «يعترضون على نتائج الانتخابات البرلمانية، فاستخدموا فى ذلك البلطجية ومدمنى المخدرات واطفال الشوارع».
واعترف عمارة بالمشهد الذى ظهر فيه جنود بسحل فتاة مصرية، وبرره بأن «الظروف كانت صعبة»، وقال: «شوفوا الظروف التى ظهرت فيها تلك الصورة ونحقق فى الواقعة».
وأشار عمارة إلى «أسف» المجلس العسكرى لأحداث شارع قصر العينى ومجلس الوزراء وقدم تعازيه عن الشهداء، متمنيا شفاء المصابين، معقبا: «هناك قوى لا تريد تلاحم الجيش والشعب وتريد إسقاط الدولة».
وأكد عمارة أن القوات الموجودة لتأمين مجلس الوزراءw ومجلس الشعب لم تتعرض للمتظاهرين، ولم تكن مسلحة سوى بأدوات فض الشغب. وقال: «لو استخدم أفراد التأمين الذخيرة والسلاح ستكون الخسائر كارثية». وهاجم عمارة من ينتقدون أداء المجلس العسكرى فى إدارة الاوطان، وقال: «أنا من جانبى أسأل: هل تدار الاوطان بحرق الممتلكات وتراث مصر ومنع رئيس مجلس الوزراء من دخول مكتبه واثارة الفتن؟»، وعلق: أطالب وسائل الإعلام ان تتقى الله فى مصر. وخلال المؤتمر، هدد عمارة صحفية بالطرد إذا قاطعت حديثه، وقال لها: لو اتكلمتى هطلعك برة، بينما أصر على مقاطعة صحفيين حاولوا مقاطعته عدة مرات للتقدم بأسئلتهم.
وفى مؤتمر ثان، بساقية الصاوى، حملت القوى السياسية المجلس العسكرى المسئولية القانونية والدستورية الكاملة عن «الجرائم التى ارتكبت فى حق المواطنين المصريين الذين يمارسون حقهم السلمى والمشروع فى الاعتصام».
واتهمت القوى السياسية المجلس العسكرى بأنه أخفق فى ادارة المرحلة الانتقالية، وطالبت بالإفراج الفورى عن كل المحتجزين على خلفية الإحداث، ومحاسبة القادة العسكريين والامنيين الذين أصدروا أوامر بإطلاق الرصاص وتعذيب المعتصمين، وتشكيل لجنة تحقيق مستقلة لهذا الغرض.
وبدأ عدد من ممثلى القوى السياسية اعتصاما رمزيا مفتوحا أمام دار القضاء العالى حتى الاستجابة لمطالبهم، ورددوا عقب المؤتمر هتافات: «يسقط يسقط حكم العسكر» و«عاشت الثورة المصرية».
وفى مؤتمر ثالث، قالت حركة 6 أبريل إن لديها فيديوهات تدين جنود القوات المسلحة باستخدام العنف ضد المتظاهرين السلميين، وإطلاق الرصاص الحى عليهم، واعتقال عدد منهم وتلفيق قضايا لهم.