تزامن تعالى ارواح شهداء الثورة المصرية من الارض الى السماء، بداية من 25 يناير مرور باحداث ماسبيرو وشارع محمد محمود واخيرا وليس اخرا احداث مجلس الوزراء الجارية مع تعالى اصوات تصفهم بالبلطجة والعملاء ومتعاطى المخدرات ، ربما تجاهلت هذة الاصوات همس صوت الشهيد الشيخ عماد عفت فى اذانهم ما استشهدت بمجلس الوزراء الا لتحقيق العدالة والمساواة التى اوصانا بيه الدين ، وربما اعلى اخر حناجرة ليعلو صوته على صوت الشهيد مينا دانيال وهو يطلق انفاسة الاخيرة مطالبا بدولة مدنية لاتميز بين مسلم ومسيحى، دولة ينال فيها الفقير ابسط حقوقة الادمية من مسكن وعمل مستقر باجر عادل ، لتقتل رصاصة نافذة جسد سخرة صاحبة للنضال من اجل تحرر الوطن من سياسات التبعية للامريكان والصهاينه . ففى الوقت الذى ذهب الشهيد علاء عبد الهادى طالب كلية الطب بجامعة القاهرة لمدواة جرحى ومصابى مجلس الوزراء ويسعف الحالات الحرجة لتستقر رصاصة فى جسدة تؤدى بحياتة ، حسم اخرون الامر باصدار حكم نهائى بان من فى التحرير هم بلطجية وعملاء.
فيما يلى يستعرض موقع الشروق بعد من نماذج الشهداء بداية من ماسبيرو مرورا بمحمد محمود وحتى مجلس الوزراء لتوضيح هل هم بلطجية حقا ام انهم مواطنون شرفاء كانوا يحلمون بوطن خال من القهر والتمييز الطبقى والدينى يحظى فيه المواطن بكرامتة وادميته وحريتة .
الشهيد مينا دانيال " شهيد ماسبيرو " مينا دانيال، نجا من رصاص القناصة عندما قاد مسيرة سلمية خرجت من أحد مساجد الجيزة فى جمعة الشهداء 28 يناير الماضى، ونجا من رصاصة أصابته يوم موقعة الجمل، 2 فبراير، ليموت بقذيفة نارية اخترقت صدره ونفذت من ظهره، خلال المواجهات الدامية التى اندلعت بين المتظاهرين وقوات الشرطة العسكرية أمام مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون فى التاسع من اكتوبر . واختار ان يدرس ترميم الاثار للمساهمه فى الحفاظ على الحضارة، وكان يبلغ اصدقائة المقربين انه يحلم ان يتعارف الفقراء بعضهم على بعض ويتوحدو فى كيان واحد، ليناضلوا معا من اجل انتزاع حقوقهم المسلوبة ، كان يرى ان الفقراء يتم اثارة الفتن الطائفية بينمهم من قبل النظام اعمالا لمبداء فرق تسد.
من اقواله غرباء عن هذا العالم ولسنا جزء منه فلقد جئنا لنرحل احلم بتحرير الفقراء من كل من يستغلونهم
الشهيد الشيخ عماد عفت امين عام الفتوي بدار الافتاء .. استشهد بطلق نارى فى القلب على ايدى قوات الجيش أمام مجلس الوزراء يوم الجمعه 16 ديسمبر لم يتوانى او يتقاعس عن الذهاب الى ميدان التحرير منذ اندلاع الثورة وحتى استشهادة، ربما حركة فى ذلك ايمانه برسالة الدين الاسلامى التى ساهمت فى تحرير العبيد ودعت الى السلام والحب والحرية والمساواة، ربما كانت كلمات رسول الله " الناس شركاء فى ثلاث فى الكلا والماء والنار " ترن فى اذانه وتدفعه الى مجلس الوزراء للنضال من اجل تحقيقها او ربما كلمات الشهيد الحسين الذى رفض مبايعة خليفة مستبد تلهب حماسة وتلهمة اشكالا من النضال والتضامن مع المتظاهرين.
فلم يكن من الغريب ان يسبق الاقباط اشقائهم المسلمون فى تشيع جنازة شهيد الثورة المصرية كما فعل المسلمون فى جنازة مينا دانيال.
كانت اخر اقوالة انى اشتم رائحة الجنة على بعد ميدان التحرير.
الشهيد علاء عبد الهادى علاء عبد الهادى طالب بكلية الطب جامعه عين شمس بعد اندلاع الثورة، اخذ على عاتقة الاسعافات الاولية لمصابى وجرحى الثورة، لتستقر رصاصة فى راسة اول امس فى احداث مجلس الوزراء بعد ان ابلغ زملائة انه ذاهاب الى ميدان التحرير «أما أنزل أشوف إيه إللي بيحصل هناك.. استرها معانا يارب»قائلا ، ليسوا هم كل شهداء الثورة وانما نماذج منهم من طلبة ورجال دين لم يمارس احد منهم يوما بلطجة على احد وانما كل ما سعوا اليه انهاء عصر البلطجة والقهر والتمييز وانهاء دولة الظلم والاستبداد