يشعر الاتحاد الأوروبي بالقلق إزاء تدهور العلاقات بين الغالبية اليهودية والأقلية العربية داخل إسرائيل بحسب "وثيقة عمل" داخلية أعدها السفراء الأوروبيون في تل أبيب ونشرت منها صحيفة هارتس مقتطفات اليوم الجمعة. وترى الوثيقة أن عدم وجود افاق لاحياء عملية السلام مع الفلسطينيين يهدد اندماج العرب داخل المجتمع الاسرائيلي.
وتقول الوثيقة التي اكد مصدر دبلوماسي وجودها ان "تعثر عملية السلام واستمرار الاحتلال (الاسرائيلي) حتما لهما تاثير سلبي على شعور العرب الاسرائيليين بالانتماء". ويعتقد السفراء انه "من مصلحة الاسرائيليين ليس اثبات ان دولتهم ديمقراطية ويهودية فحسب بل متسامحة ومنفتحة" على الاقلية العربية.
ويطالب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بالاعتراف باسرائيل "كدولة للشعب اليهودي". الا ان الفلسطينيين يرفضون الاعتراف بها كذلك قائلين ان الاعتراف باسرائيل "كدولة يهودية" يعني التنازل دون قيد او شرط عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين الذين هجروا من اراضيهم عقب قيام دولة اسرائيل عام 1948 وهي من القضايا المركزية في الصراع.
وبحسب الصحيفة فان الوثيقة التي تبدو كانها "وثيقة للتفكير" لا توصي بتدابير محددة عقب خلافات بين دول اوروبية حول اسس مثل هذا التدخل. ومن جهته رفض مسؤول اسرائيلي كبير التعليق على مضمون الوثيقة طالما لم يتم اعلام اسرائيل رسميا بها.
ولكن هذا المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه عبر عن معارضته المسبقة "للتدخل الاوروبي" في شؤون اسرائيل الداخلية. ونددت فرنسا في اكتوبر بعمليات التخريب التي وقعت قرب تل ابيب ضد قبور اسلامية ومسيحية وحرق مسجد في شمال اسرائيل داعية السلطات الاسرائيلية الى معاقبة المذنبين.
وواصلت العلاقات بين العرب واليهود في التدهور عام 2010 وفقا لاستطلاع راي لجامعة حيفا نشر في ايار/مايو الماضي. وبحسب الاستطلاع فان 32.5% من اليهود المستطلعة اراؤهم العام الماضي اعربوا عن تاييدهم لسحب حق المواطنين العرب في التصويت بينما لم يتبن سوى 24% منهم هذا الراي عام 1985.
وفي الجانب العربي راى 62.5% من المستطلعة اراؤهم ان اليهود "عناصر خارجية سيعودون في نهاية المطاف الى بلدانهم الاصلية" بينما كان 61.5% من الاشخاص يعتقدون ذلك عام 2003. بينما تعتقد الغالبية العظمى من اليهود (77%) والعرب (64 %) بانه "يجب ان يكون لليهود والعرب نفس الحقوق ونفس الواجبات تجاه دولة اسرائيل".
ويشكل عرب اسرائيل حوالى 20% من سكان اسرائيل ويصل عددهم الى اكثر من 1.3 مليون شخص وهم يتحدرون من 160 الف فلسطيني بقوا في اراضيهم بعد قيام دولة اسرائيل العام 1948. ومع انهم يحملون الجنسية الاسرائيلية يعامل العرب في اسرائيل كمواطنين من الدرجة الثانية ويعانون من تمييز واضح ضدهم في فرص العمل والسكن خصوصا.