يعانى الكثير من الناس خلال فصل الشتاء من الحساسية بصفة عامة وحساسية الأنف بصفة خاصة، واعراض مرض الحساسية معروفة للجميع، وعلى الرغم من ذلك فإن الاهتمام العالمى بعلم الحساسية والمناعة يعد اهتماما حديثا نسبيا قياسا لفروع العلوم الطبية التقليدية، وذلك بعدما أصبحت الوباء المميز للقرن الحادي والعشرين خاصة مرض حساسية الأنف الذى بات مرضا مزمنا وشائعا يصيب 20 فى المائة من البشر. وفجر الدكتور الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، حقيقة لم تكن معروفة من قبل وهى أن مرض حساسية الأنف زلزل عروش الملوك وغير مجرى التاريخ.
واستدل زميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس على ذلك بأن" الملك مينا" موحد القطرين مات بالحساسية من حساسية مفرطة للدغة دبور سببت له صدمة تحسسية قاتلة، فيما تولى "نيرون" العرش بسبب الحساسية حيث كان بريتانيكوس إبن الامبراطور الروماني كلوديوس يعانى من حساسية الأنف والعين وتدمع عيناه وتحمر من حساسية شعر الخيول التى تجعل عينيه تسيل وتحمر ولا تمكنه من الرؤية كلما إمتطى جواده للتدريب العسكرى مما عجل بحرمانه من القيادة وتم استبداله بابن عمه نيرون (37 ق.م. - 68 ق.م. ) الذي كان خامس وآخر إمبراطور رومانى من السلالة اليوليوكلودية..
أما اللورد وليام هيستنجز فقد كان ايضا ضحية الحساسية حيث رفض مخطط ريتشارد الثالث لتولى العرش بعد وفاة الملك إدوارد الرابع ملك إنجلترا وللتخلص منه دبر ريتشارد الثالث مؤامرة بأن دعاه لإجتماع سبقه بتناول صحن من "الفراولة "التى كان لديه حساسية لها، فخرج على الحاشية وهو متورما و جلده مصبوغ باللون الأحمر الدامى، وإدعى أن اللورد وليام هيستنجز دس له السم ليتخلص منه فأمر بإعدامه وأصبح ريتشارد الثالث ملكا لإنجلترا بسبب الحساسية.
وأكد الدكتور بدران إستشارى الأطفال، أن حساسية الأنف مشكلة صحية عامه تنشأ غالبا في مراحل الطفولة ولا تشخص لاعتقاد البعض أنها نوع من أنواع البرد، وبالتالى لا تعالج كما ينبغى ولا تشفى وتعيق الطفل من التمتع بالحياة فتؤرقه وتوتره.
واعراض حساسية الأنف تتمثل فى الشكوى المتكررة أو المستمرة من سيلان الأنف أو انسداد الأنف أو الحكة الشديدة في الأنف والعين واللهاه أو تسرب الافرازات من الأنف إلى الخلف أو التهابات الأذن الوسطى، والصداع، وتورم الجفون السفلى.
وتصيب حساسية الأنف 20% من المواطنين خاصة الأطفال والمراهقين و 80% منهم تبدأ الاصابة لديهم فى مرحلة الطفولة حيث يعانى حوالي 25% من أطفال العالم، وتختلف نسبة حدوثها من بلد لآخر ونسبة الإصابة بالحساسية في ازدياد وفى الغرب تضاعفت نسب الإصابة ثلاث مرات في القرن العشرين.
ويقول الدكتور بدران إن الوراثة تلعب دورا هاما فى الإصابة بحساسية وتبدأ الإصابة بالمرض من داخل الرحم، فإذا كان الأب أو الأم لديهما أى من أنواع الحساسية سواء أنفية أو جلدية أو صدرية تصبح نسبة حدوثها في الأجنة بين 10 إلى 20%.
أما إذا كان الأبوان يعانيان من حساسية الأنف، فترتفع تلك النسبة إلى ما بين 20 إلى 40%.
كما تلعب البيئة بالطبع الدور الأكبر في حدوث حساسية الأنف ويعد التدخين أهم عامل بيئي يساعد فى التهيئة لحساسية الأنف حتى والجنين فى رحم أمه، وتبدأ البيئة في التمهيد لحساسية الأنف فى مرحلة الرضاعة والطفولة المبكرة.
وربما يتأخر أثرها إلى مراحل سنية أخرى ولكن بنسب أقل، ولما كان البيئة الأولى للطفل بعد الولادة هى حجرة نومه، فأنها تكون الفاعل الأساسى لحدوث حساسية الأنف عند وجود التلوث المنزلى.
وأوضح الدكتور بدران أن هناك11 سببا من مسببات الحساسية للأطفال فملوثات الهواء المنزلي موجودة في نصف المنازل على الأقل وتشمل ملوثات الهواء "مخلفات التبغ " حيث يتعرض الأطفال للتدخين السلبي ويصبح التدخين العدو الأول للطفل قبل خروجه للشارع الملوثة بعوادم السيارات وكذلك حشرة الفراش، تراب المنزل، الفطريات، الطيور المنزلية، طيور الزينة، الريش، الحشرات خاصة الصراصير، الماعز، والكلاب والقطط والأرانب، الخيول.
يضاف إلى ذلك معطرات الجو والبخور والمبيدات الحشرية الجسيمات الملوثة العالقة بالهواء، الغازات الضارة مثل أوكسيد النيتروجين وأول أكسيد الكربون، ومخلفات حرق الوقود الصلب كالخشب والفحم.