أثار حصول الإسلاميين على معظم مقاعد المرحلة الأولى من الانتخابات، العديد من التساؤلات حول مصير المنافسة بينها وبين القوى الليبرالية واليسارية في المرحلتين الثانية والثالثة؟. فقد كشفت نتائج الجولة الأولى، النقاب عن تواجد ملحوظ للتيارات السياسية الإسلامية في الشارع، وهو ما تبعه من مخاوف تتعلق بشكل الدولة في المستقبل، استنادًا على أن البرلمان الجديد مهمته صياغة دستور البلاد.
"بوابة الشروق" استطلعت آراء قيادات تحالف "الكتلة المصرية"، وقائمة "الثورة المستمرة"، حول رؤيتها لنتائج المرحلة الأولى، وانعكاساتها على تحركهم في الجولتين الثانية والثالثة من انتخابات برلمان الثورة.
النفوذ.. سبيل التيارات الإسلامية للحفاظ على تفوقها توقع عبد الغفار شكر، وكيل مؤسسي حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، وأحد قيادات قائمة "الثورة مستمرة"، استمرار تفوق التيارات السياسية الإسلامية – لاسيما حزب الحرية والعدالة- في المرحلة الثانية والثالثة من الانتخابات، مؤكدًا أن نسبة المقاعد التي قد تحصل عليها لن تقل على نتائج المرحلة الأولى.
واستند شكر في رؤيته، إلى أن التيارات الإسلامية لها شعبية ليس في القاهرة فقط، بل في محافظات وقرى الصعيد بأكملها، لما لها من نفوذ معتمدًا على الدين، مرجحًا استمرار تفوق حزب الحرية والعدالة في الجولات المقبلة عن حزب النور السلفي، خاصة بعدما صرحت قياداته بآراء "أثارت خوف واشمئزاز العديد من الشعب المصري"، بحسب قوله.
فريد زهران القيادي بالحزب المصري الديمقراطي، أحد أركان تحالف "الكتلة المصرية"، يتفق مع الرأي السابق، مشيرًا إلى أن التيارات الإسلامية زادت شعبيتها في الفترة الأخيرة، نظرًا لاحتكاكها بالشارع المصري على مدى عقود طويلة، جعلت لها من الشعبية والقوى ما يحول دون الحصول على أقلية داخل البرلمان.
المواجهة على الأرض لصالح التيار الديني اعتبر قيادات التحالفات الانتخابية المنافسة للتيارات الإسلامية، أن المواجهة على الأرض بينهما، قد تحسم لصالح التيار الديني، لما يملكه من وسائل إعلام لديها القدرة على الترويج له بين طبقات المجتمع المختلفة، معتمدًا على الدين.
حيث أكد عبد الغفار شكر، أن تحالف "الثورة مستمرة "لا يملك أي وسائل إعلامية أو صحف للدعاية الانتخابية كما يملكها العديد من منافسيه، ويروجوا لبرنامجهم عن طريقها وبكافة الطرق المشروعة وغير المشروعة، مؤكدًا أن التحالف يعتمد على تمويلاً ذاتياً ضعيفاً كان له أثر واضح في تراجع عدد مقاعده عن المتوقع خلال انتخابات المرحلة الأولى.
لكنه أوضح أن خطة "الثورة مستمرة" ستعتمد على تكثيف الاتصال المباشر بالناخبين في الشوارع والميادين المختلفة، والتركيز على نقاط التجمع الجماهيري، مع عقد العديد من الندوات ذات العدد المحدد حتى تصل الرسالة بسهولة ويسر للناخبين.
في المقابل، شدد فريد زهران، أن الكتلة سوف تستخدم كامل طاقتها للوصول إلى المواطن عبر كافة الوسائل الدعائية المشروعة، حتى تستطيع أحداث توازن بين القوى المدنية وتلك التيارات الدينية، حتى لا تسبب خطورة على مصر في المستقبل، بحسب وصفه.
يذكر أن التيارات الإسلامية حصلت على ثلثي مقاعد المرحلة الأولى من الانتخابات، مما دفع العديد من المراقبين للقول بأن البرلمان القادم، سيتحكم فيه الإسلاميين، وبدت هناك مخاوف على مستقبل البلاد، فيما يتعلق بالحريات وحقوق الإنسان والديمقراطية.