فجرت مجلة علمية أمريكية مفاجأة من العيار الثقيل لجامعين سعوديتين بارزتين، حيث ذكرت أنهما تقدمان رشاوى مالية ل"شراء" تقدمهما في تصنيف الجامعات على مستوى العالم. وذكرت مجلة "ساينس ماجزين"، أن مستشارا ل"جامعة الملك عبدالعزيز" في أثينا، قد زودها بلائحة تضم أسماء 61 أكاديمياً في أرقى جامعات العالم تعاقدت معهم الجائزة برواتب تصل إلى 270 ألف ريال (72 ألف دولار) سنوياً في مقابل أن يضيف العالم اسم الجامعة مكاناً ثانياً لعمله في الأبحاث العلمية التي ينشرها، وعليه فقط أن يزور الجامعة لمدة لا تزيد على أربعة أسابيع في السنة.
وأشارت المجلة إلى أن أحد الباحثين تلقى رسالة إلكترونية على بريده من جهة تدعي أنها جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، وتعرض عليه مبلغاً مالياً يصل إلى 72 ألف دولار في السنة، وذلك مقابل وضع اسم الجامعة ضمن قائمته الأكاديمية والبحوث التي يقوم بها وليس عليه العمل في الجامعة بشكل كامل، إنما يكتفي بالتواجد في الجامعة لمدة أسبوع أو اثنين على الأكثر في العام.
ووفق الباحث فإنه ظن في بداية الأمر أنها مزحة وأطلع رئيسه في جامعة هارفارد بالبريد الإلكتروني، إلا أنه اكتشف بعد ذلك بأن العرض حقيقي بعد أن علم بأن أحد زملائه في الولاياتالمتحدة قبل عرض مماثل من ذات الجامعة .
وأشارت «ساينس» في عددها الصادر أمس (الجمعة) إلى أن أستاذ الاقتصاد بجامعة الملك سعود في الرياض الدكتور محمد القنيبط سبق أن انتقد تلك الممارسات من جامعة الملك سعود.
وانتقد مدير مركز النزاهة الأكاديمية بجامعة كليمسون في ولاية كارولينا الجنوبية ذلك النهج قائلاً إنه "يحدث انطباعاً زائفاً بأن هاتين الجامعتين تنتجان أبحاثاً علمية عظيمة"، بينما رأى عدد من الأكاديميين الذين تعاقدت الجامعتان معهم أن "التعاقد معهم يدل على رغبة صادقة من جامعتي الملك عبدالعزيز والملك سعود في بدء برامج بحثية متقدمة، كمنح درجة الدكتوراه في الرياضيات".
وأكد آخرون أن هذا النهج لا يختلف عما تفعله جامعات كبرى كجامعة هارفارد.
و تتفاخر جامعة الملك سعود، ومقرها الرياض، بترتيبها السنوي في مختلف التصنيفات العالمية، علما بأنها تبنت قبل نحو عام أول مشروع لإنتاج سيارة سعودية ، أطلق عليها غزال ، غير أن معلومات تالية كشفت أن الجامعة التي خصصت مليار ريال لهذه الخطوة لن تقوم بأكثر من تجميع السيارة .
وعلى الرغم من نشر وسائل إعلام الكترونية سعودية للمعلومات الخاصة بعمليات شراء الباحثين، لم تقدم أي من الجامعتين ردا ، علما بأن جامعة سعودية أخرى، هي جامعة الملك عبدالله، تضم بين أعضاء هيئة تدريسها نحو 20 من الحاصلين على جائزة نوبل في مجالات مختلفة.