رغم إنهاكه الشديد وتدفق الجموع الغفيرة لتهنئته بالفوز ، تحامل المستشار محمود الخضيرى، الفائز بمقعد الفئات فى دائرة الرمل على نفسه، مطالبا أنصاره بالسماح له بإجراء «حوار النصر والفوز». بداية قال الخضيرى: بعد إعلان فوزى، انهرت من داخلى ولم أشعر بنفسى إلا وأنا أسجد على التراب باكيا حامدا شكرا لله الذى شعرت بأنه «يطبطب على ظهرى ، لأننى كنت دائما عند حسن الظن به، وكنت متأكد من أنه لن يضيعنى أو يخذلنى لأن الله هو العادل.. شعب الإسكندرية الرائع هو نقطة انطلاق رئيسية للثورة المصرية، وهذا الشعب ساهم مثله مثل بقية الشعب المصرى فى إسقاط النظام.. والشعب الذى يستطيع إسقاط نظام يستطيع أن يتخلص من بقيته.
وعن معركته الانتخابية مع المهندس طارق طلعت مصطفى ، قال: «المعركة لم تكن بينى وبين طارق طلعت ، وإنما كانت بين الثورة وأعدائها ، الذين كانوا يتمنون أن يشرخوها ويجرحوها ويشوهوها بإلحاق الهزيمة بى، ولكن الثورة المصرية، يأبى الله أن تهزم أو تموت.. لم أشعر بالخوف من الهزيمة..
كثير من الناس حزنوا على عدم فوزى منذ الجولة الأولى، وكثير منهم تخوف من تعرضى للهزيمة على يد أحد أنصار النظام السابق، وأكدوا وقتها أن الهزيمة سوف تكون للثورة إلا أننى كنت سعيدا بجولة الإعادة، وكنت أعلم أن نصر الله قادم.. ونصر الله حينما يأتى لا تتخيل كيف يكون ، ولذلك حزنت بعد صدور قرار محكمة القضاء الإدارى بالمنصورة بمنع الفلول من الترشح لأن فوزى وقتها على منافسى لن يكون له طعم.. وأنا كنت أريد النجاح والنصر بعد صعوبة وليس بسهولة فقد شعرت بأنى واحد من المصريين.. أخوهم أو أبوهم وقد ساهمت عملية الإعادة فى تجمع المصريين جميعا حولى ، وشعرت بحبهم الجارف ووطنيتهم الخالصة وكانت انتفاضتهم الكبيرة معى فى تلك المعركة، والتى أستطيع أن أتحدى بها العالم وليس طارق طلعت مصطفى الذى يعد من أقوى المرشحين على مستوى الجمهورية.
وتحدث المستشار الخضيرى عن تكاليف حملته: «أنا لم أنفق سوى ثمن لافتة واحدة.. وشعب الإسكندرية العظيم تحمل الباقى، فى الوقت الذى أنفق فيه المهندس طارق طلعت مصطفى ملايين الجنيهات فى دعاية هى الأضخم من نوعها على الإطلاق، فضلا عن شراء أصوات الناخبين، مستغلا شعار خير الناس أنفعهم للناس.. وأعتقد أن الخسارة الحقيقية التى سيشعر بها منافسى، لن تكون خسارة مادية، ولكن خسارة معنوية لأن الثورة أثبتت أنها غيرت المواطن المصرى إلى الأفضل، وعليه أن يتذكر تلك الشعارات جيدا (الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية).
وعن التمثيل الكبير للنواب «الإسلاميين» فى البرلمان المقبل، علق عضو مجلس الشعب عن دائرة الرمل:» لا أتخوف من الإسلاميين، ولكن البرلمان القادم هو من سيضع سياسة مصر فى السنوات القادمة، وهو من سيضع الدستور ، لذلك أتمنى أن يضم البرلمان كل أطياف السياسة بشتى أنواعها الإسلامية والليبرالية لأن مصر ملك الجميع.
ومعلقا على فرحة أنصار الإخوان المسلمين بفوزه على طارق طلعت قال: «وقفوا معى وقفة بطولية وأشكرهم من كل قلبى». وكان تردد فى الدائرة أن هناك تحالفا أبرم بين حزب النور وطارق طلعت مصطفى، وهو ما قال عنه الخضيرى: «حتى الآن لا يوجد دليل يمكن إثباته، ولكن بالتفكير فى هذا الأمر يتبين لك استحالة حدوثه، لأنه من المفترض فى حزب النور أنهم متدينون، فكيف يقبلون أن يتحالفوا مع أحد فلول النظام السابق وما هو مبررهم».