مثلت نتائج انتخابات جولة الإعادة بالإسكندرية، ضربة مدوية للدعوة السلفية وذراعها السياسية حزب «النور»، بإخفاق رمزها والمتحدث الرسمى باسمها المهندس عبدالمنعم الشحات، فى اختبار هو الأصعب، أمام منافسه حسنى دويدار، والذى سخرت له جماعة الإخوان المسلمين دعما كاملا، واعتبرت خسارة «الشحات» بمثابة إخفاق كامل للدعوة السلفية فى منشأها وموطنها الرئيسى بالعاصمة الثانية. الموقف كان اشد ضراوة على المهندس طارق طلعت مصطفى المحسوب على الحزب الوطنى «المنحل» لإخفاقه هو الآخر أمام رمز من رموز القضاء المصرى وأحد محركات الثورة المصرية المستشار محمود الخضيرى، والذى لقى أيضا دعما كاملا من قبل حزب الحرية والعدالة الاخوانى، فى محاولة لإنجاحه بشتى الطرق اعتمادا على رصيده النضالى والتاريخى فى وجه النظام البائد.
الدائرة الأولى «المنتزه أول وثانٍ»
فاز حسنى دويدار المرشح «المستقل» والمدعوم من «الإخوان، بمقعد الفئات بواقع 198 ألفا و49 صوتا، بفارق نحو 28 ألف صوت، عن منافسه عبد المنعم الشحات، مرشح حزب النور «السلفى»، حيث حصل على 169 ألفا و988 صوتا. فيما فاز مصطفى محمد مصطفى مرشح حزب الحرية والعدالة «الإخوانى»، بمقعد العمال بواقع 287 ألفا و717 صوتا، مقابل 128 ألفا و350 صوتا، لمنافسه صبرى سعيد مرشح حزب النور «السلفى».
الدائرة الثانية «الرمل أول وثانٍ»
فاز المستشار محمود الخضيرى المرشح «المستقل» والمدعوم من قبل حزب الحرية والعدالة «الإخوانى»، بمقعد «الفئات»، حيث حصل على 208 آلاف و523 صوتا، مقابل 199 ألفا و48 صوتا لمنافسه رجل الأعمال المهندس طارق طلعت مصطفى والمحسوب على الحزب الوطنى «المنحل». بينما فاز المحمدى سيد أحمد مرشح حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، بمقعد العمال بواقع 213 ألفا و266 صوتا، مقابل 167 ألفا و215 صوتا لمنافسه مصطفى المغنى مرشح حزب النور «السلفى».
الدائرة الثالثة «محرم بك»
أسفرت نتائج الفرز عن فوز مرشحى حزب الحرية والعدالة «الإخوانى» عن مقعدى «الفئات والعمال»، دون أن يعلن رئيس اللجنة ذلك، واكتفى بعرض الأرقام، دون إعلان أسماء الفائزين بالمقعدين، بسبب وجود حكم قضائى بوقف إعلان النتيجة بالدائرة بسبب تغيير صفة أحد المرشحين. واكتفى رئيس اللجنة بعرض الأرقام فقط، حيث حصل مرشحا حزب الحرية والعدالة «الإخوانى، محمود عطية «فئات» على 284 ألفا و203 أصوات، وحصل صابر أبو الفتوح «عمال» على 179 ألفا و501 صوت، فيما حصل كمال أحمد، «عمال مستقل»، على 117 ألفا و600 صوت، وحصل موسى السنوسى مرشح حزب النور السلفى «فلاح»، على 105 آلاف صوت.
الدائرة الرابعة «مينا البصل»
فاز عصام حسنين مرشح حزب النور «السلفى» بمقعد «الفئات»، بواقع 168 ألفا و588 صوتا، مقابل 147 ألفا و682 صوتا، للدكتور حمدى حسن مرشح حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين.
وتغلب عصام محمود مرشح حزب النور «السلفى» على منافسه محمود محمد، مرشح الحرية والعدالة «الإخوانى» بواقع 155 ألفا و264 صوتا «للأول» فى مقابل 154 ألفا و328 صوتا للأخير.
ردود أفعال حزب النور «السلفى»
وفى أول رد فعل لنتائج جولة الإعادة، أكد الدكتور يسرى حماد، المتحدث باسم حزب النور، ل«الشروق»، أن النتيجة كانت متوقعة، فى ظل التصريحات الشخصية التى كان أطلقها المهندس عبدالمنعم الشحات، والتى أثارت قلق العديد من فصائل المجتمع، مشيرا إلى أنه رغم نفيها رسميا من قبل الحزب، إلا أن بعض الأطراف المنافسة استغلتها وقامت بالترويج لها بشدة، من أجل إسقاط «الشحات».
واعتبر «حماد» أن المرحلة الأولى درس للجميع، والمرشح يجب أن يتحدث فى إطار رؤيته الحزبية، ولا يجب التحدث باللسان أو الرأى الشخصى للمرشح، قائلا: «الشحات» تكلم بلسانه الشخصى وليس الحزبى، وكان لابد أن يتكلم على أساس مبادئ الحزب التى تختلف تماما عن رأيه الشخصى الذى أبداه فى احد البرامج. وحول موقف الحزب من «الشحات» قال «حماد» إن الحزب قرر وقف «الشحات» إعلاميا.
تعليق «حزب الحرية والعدالة»:
«الشعب قال كلمته»، هكذا علق حسين إبراهيم، أمين حزب الحرية والعدالة بالإسكندرية، على نتيجة الانتخابات بالإسكندرية، مشيرا إلى أن الحزب كان قد أكد على وجود فرصة أمام جميع الأحزاب للمنافسة من خلال عرض برامجها على الناخبين، وأن الحرية والعدالة أكد على قناعته بالنتيجة قبل صدورها. وحول فوز «الخضيرى» قال إبراهيم: شعب الإسكندرية أثبت أنه أكبر من «الحرية والعدالة والنور»، حيث إنه خرج وقال كلمته فى صناديق الانتخابات.