كشفت مؤسسة فيزا العالمية فى أحدث دراسة لها عن السوق المصرية، عن أن ثورة 25 يناير وما تبعها من أحداث انفلات أمنى، دفعت كثيرا من المصريين إلى استخدام كروت فيزا، لتوفيرها عنصر الامان، كونها بديلا عن حمل الأموال اللازمة للاستخدامات اليومية، كما أدى تقليص البنوك لعمليات الإقراض خلال الفترة الماضية إلى ارتفاع استخدام كروت الخصم المباشر مقارنة بكروت الائتمان. وعرض طارق الحسينى، مدير عام منطقة شمال وغرب أفريقيا فى مؤسسة فيزا العالمية، فى مؤتمر صحفى أمس أحدث استطلاع لفيزا والذى يهدف إلى تحديد مدى وعى المستهلك المصرى بها، وقال إن الاستطلاع الذى أجرى على عينة مكونة من 1200 شخص مصرى من فئات اجتماعية صاحبة قدرة شرائية تعتبر الأعلى فى مصر، أظهر أن هناك انخفاضا بنسبة 26% فى استخدام بطاقات الائتمان وارتفاعا فى التعامل ببطاقات الخصم المباشر الدفع من حساب المستهلك وليس بقرض من البنك بنسبة 25% فى عام 2011 مقارنة بالعام الماضى، «وهذا يرجع بصفة رئيسية الى الأحداث الاخيرة فى مصر والتى دفعت البنوك الى تقليل القروض» حسب قوله.
وأضاف الحسينى أن ثورة يناير وما تبعها من أحداث انعكس بشكل واضح فى هذين البندين فقط، «لكن فوز الاسلاميين فى المرحلة الأولى من الانتخابات التشريعية لم يكن له تأثير فى هذا القطاع حتى الآن»، مشيرا فى معرض رده على سؤال بهذا الشأن الى أن نشاط المنتجات الإسلامية فى ضوء النتائج الاخيرة للانتخابات فى قطاع كروت الدفع يحتاج لكثير من الدراسات من قبل البنوك، «وبنك البركة الوحيد الذى أعلن عن انه سيعمل فى تلك المنتجات فقط حتى الآن».
ووفقا للاستطلاع، فإنه رغم انه يرى ارتفاع ثقافة المصريين ببطاقات الدفع الالكترونية كانت بنسبة 53% عند الرجال و36% بين النساء ، فإن اكبر عقبة تقف فى طريق استخدام بطاقات الدفع فى مصر، هى النقص العام فى نقاط البيع الالكترونية، وايضا عدم وجود الاشارات الدالة على امكانية استخدام تلك البطاقات فى بعض المحال التجارية، اضافة الى استغلال بعض المحال للمستهلكين وتحصيل رسوم اضافية منهم عند الدفع بتلك البطاقات دون وجه حق.
وقد أشار 48% من أفراد العينة الى أن عدم توافر آلات قبول الدفع فى معظم المتاجر يحول دون استخدامهم للبطاقات، وأن 95% منهم على دراية بإمكانية استخدام بطاقاتهم للشراء المباشر، وأن 53% منهم يستخدمون البطاقات بشكل منتظم مرة واحدة اسبوعيا على الاقل.
وقال الحسينى إن دفع فواتير الهاتف المحمول الكترونيا شهد زيادة ملحوظة فى مصر فى العام الحالى، لذلك ستعمل فيزا على تنشيط هذا المجال، مضيفا أنه كانت هناك مفاوضات مع المسئولين فى القطاع السياحى ممثلة فى الوزارة قبل الثورة للعمل على أن يقوم السائح بالدفع الكترونيا باستخدام الكروت وهو ما زال فى بلده، كبديل للاوبيراتور، لكنها توقفت حاليا، وسيتم استئنافها بعد عودة النشاط لهذا القطاع.
وقال الاستطلاع أن المطاعم استحوذت على أكثر نسبة من استخدام كروت الدفع من العينة بواقع 40%، تلاها الاجهزة الكهربائية بنسبة 32%، ثم 30% للاكسسوارات ومستحضرات التجميل والعناية بالبشرة، و8% للمأكولات، ومثلها للرعاية الصحية، وأقلها كان للمصروفات الدراسية بنسبة 6%.