قال الدكتور ماجد الشربيني رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، إن "مصر قادرة من خلال علمائها والاستغلال المثل لإمكاناتها البشرية والطبيعية، والاستفادة من مجالات البحث العلمي والتكنولوجي وتطبيقاته، على الوصول خلال 10 سنوات فقط، إلى مصاف الدول عالية التنمية، مثل الصين". وأوضح ماجد الشربيني أن "الطفرة العلمية والاقتصادية والاجتماعية الصينية الكبيرة التي تم تحقيقها على مدي العشرين سنة الماضية، وصعدت بالصين إلى مصاف الدول المتقدمة، لاقت احتراما وتقديرا من مصر وشجعتها على العمل لدفع وتفعيل مجالات التعاون المشترك للاستفادة من التجربة الصينية الناجحة خاصة في مجالات البحث العلمي والتكنولوجيا وعلوم الفضاء".
يذكر أن الدكتور ماجد الشربيني زار العاصمة بكين خلال اليومين الماضيين ممثلا عن وزارة التعليم العالي المصرية لحضور المؤتمر الصيني الأفريقي فى العلوم والتكنولوجيا الذي عقد بحضور أكثر من 130 ممثلا عن الدول الأفريقية، كما حضر اجتماعات اللجنة المصرية الصينية المشتركة.
وقال الدكتور الشربيني إنه "تم الاتفاق بين الجانبين المصري والصيني على إقامة العام المصري- الصيني للعلوم والتكنولوجيا خلال عام 2013 في مصر، والإعداد الجيد لإقامته".. موضحا أن إقامة هذا العام سيفتح مجالات رحبة للتعاون العلمي والتكنولوجي بين البلدين، وإيجاد فرص أكبر لتمويل المشروعات والأبحاث وتفعيل مجالات التعاون الكبيرة والاستفادة من التجربة الصينية الناجحة وتطبيقها فى مصر.
وأضاف الشربيني إن زيارته للصين تطرقت أيضا لبحث العديد من مجالات التعاون، على رأسها علوم الفضاء وبناء الأقمار الصناعية وكيفية نقل هذه التكنولوجيا إلى مصر، حيث عقد لقاء مع رئيس الأكاديمية الصينية للعلوم ورئيس هيئة الفضاء الصينية، وتمت مناقشة سبل دفع التعاون المشترك في مشروعات الفضاء التى سيتم تنفيذها فى الفترة المقبلة بين هيئة الاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء المصرية، وهيئة الفضاء الصينية.
وأوضح أنه يتم حاليا دراسة سبل التعاون مع الجانب الصيني والاستفادة من الإمكانات والخبرات الصينية فى علوم الفضاء وإطلاق الأقمار الصناعية، لتنفيذ مشروع إطلاق القمر الصناعي المصري الثاني "نايل سات 2"، إضافة لمجالات استقبال المعلومات من المحطات الفضائية على الأرض والتعاون فى إنشاء مجموعات من "الميكرو ستلاليت" والمقرر أن تقوم مصر بإطلاق عدد منها إلى الفضاء، وهى تعد أقمارا صغيرة الحجم، تستخدم فى مجال الاتصالات والطقس والبيئة، إضافة إلى التعاون بين الجانبين للاستفادة من إمكانات مصر بالتعاون مع "مرصد حلوان" لإمداده بأحدث الأجهزة التكنولوجية الصينية.
ودعا رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا في مصر الدكتور ماجد الشربيني، إلى إطلاق حرية الإبداع في مصر وتعديل القوانين المنظمة للجامعات ومراكز الإبداع لإنشاء شركات تابعة لمراكز البحوث والجامعات على غرار التجربة الصينية، لتقوم هذه الشركات المستحدثة بدور فعال يتحقق من خلاله أموال وأرباح تدور فى عجلة البحث العلمي وتنمية الاقتصاد، حيث يعد هذا الطريق الأمثل لتقدم الدول وزيادة مكانتها الدولية.
وأضاف أنه تم عقد لقاءات مع العلماء بأكاديمية العلوم الصينية، والجامعات الكبيرة وذلك لعقد مؤتمرات ولقاءات بين الجانبين، مشيرا إلى قدرة الأكاديمية الصينية على إنشاء شركات لخدمة البحث العلمي وتطبيقاته تابعة للأكاديمية، حيث استطاعت هذه الشركات أن تحقق أرباحا وصلت إلى 34 مليار يوان، وسددت ضرائب قدرها 23 مليار يوان، وهو ما تطمح مصر إلى تطبيق مثل هذه التجربة.
وأوضح أنه نتيجة قيام وتطور الاقتصاد الصيني بناء على عائدات الصناعات الصغيرة والمتوسطة، فإن الاتفاقية التى أبرمت بين المركز القومي للبحوث المصرية وأكاديمية العلوم والتكنولوجيا الصينية، تقوم على رعاية هذه الصناعات والتركيز على هذا النشاط فى الفترة المقبلة.
وقال إنه تم ايضا خلال زيارة الوفد المصري للصين عقد اجتماع اللجنة الثنائية بين مصر والصين فى العلوم والتكنولوجيا وتمت مراجعة المشروعات المشتركة وكيفية تنميتها، مؤكدا حرص مصر على دعم علاقاتها مع الصين من خلال تبادل زيارات الباحثين.
وأوضح أن مجالات التعاون التى تم بحثها شملت على سبيل المثال الري والطاقة الجديدة والمتجددة، والنسيج وعلوم الفضاء والاقمار الصناعية، وهي مشروعات تحظي بتمويل مشترك من البلدين.
وحول براءات الاختراع وحقوق الملكية الفكرية، قال الدكتور الشربيني إن مكتب براءات الاختراع المصري يعد واحدا من أقدم المكاتب العربية والأفريقية حيث أنشئ عام 1949، موضحا أنه سيتم التعاون بينه وبين المكتب الصيني المماثل، مشيرا إلى أن الجانب الصيني يستقبل 400 ألف طلب براءة اختراع فى السنة، مقابل 4 آلاف طلب يستقبلها المكتب المصري منها 85 % لشركات أجنبية وليست مصرية .
وأضاف رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا في مصر الدكتور ماجد الشربيني أن الجانب المصري يحاول اكتساب الخبرة الصينية في كيفية دفع الشركات والمشروعات الاقتصادية للتقدم والتطور بناء على استغلال الابتكارات التكنولوجية والعلمية عبر تعديل هيكلها الإداري ودفعها لاستخدام التكنولوجيا المتقدمة فى إنتاجياتها لتطبيق عدد معين من براءات الاختراع خلال العام الواحد للوصول لإنتاجيات عالية ومستحدثة تفيد المجتمع والاقتصاد، مع الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية.
وأشار إلى وجود برامج حالية مستحدثة داخل مصر لتطوير العمل، كبرنامج "حلولنا بعقولنا" وهو آلية لدعم براءات الاختراع ماديا للوصول إلى منتج نهائي يقتنع به المستثمر أو البنك او رجل الإعمال ليقدمه للسوق المصري.. مشيرا إلى أن عقلية المستثمرين وأصحاب الشركات في مصر يجب أن تتماشي مع التطورات الجديدة من البحث العلمي وعلوم المستقبل لتنمية مشروعاتهم من خلال استغلال الابتكارات والأفكار العلمية لإفادة المجتمع، والنظر إلى الصين التي برعت فى غرس هذا المفهوم فى مواطنيها وأطفالها وعلمائها.
وأوضح أن الجانبين المصري والصيني بحثا مجالات التعاون المشترك الكثيرة كتكنولوجيات التصنيع الحديثة، وسوق الطاقة الجديدة والمتجددة، والخلايا الشمسية وطواحين الهواء لتوليد الطاقة، والتى يمكن ان ينتج عنها اقتصاد قوى وعوائد اقتصادية.
ولفت الشربيني إلى وجود اتفاق بين مصر والصين في مجال العلوم والتكنولوجيا منذ عام 1983، لكنه لم يفعل سوى منذ 4 أعوام فقط، ولذلك تري مصر حاليا من خلال تكثيف الزيارات بين الجانبين وتبادل الخبرات، أن مجالات التعاون يجب أن تكون أكثر وأقوى والتركيز أكثر على خلق جسور جديدة للتعاون وتنفيذ مشروعات مشتركة وتمويلها بشكل أكبر.