سيظل يوم 28 نوفمبر محفورا فى تاريخ جماعة الإخوان المسلمين، فهو اليوم الذى شهد خسارتهم وفوزهم، اعتقالهم وحريتهم، نجاحهم وفشلهم، وهو اليوم الذى بدأت فيه انتخابات مجلس الشعب عام 2010، التى تم تزويرها بفجاجة من قبل الحزب الوطنى، والتى أعتبرها البعض أولى خطوات إسقاط نظام مبارك، وجرت فى نفس اليوم بعد عام واحد، أول مراحل انتخابات الثورة والتى حققت فيها جماعة الإخوان المسلمين نتائج غير مسبوقة. وفى الوقت الذى اختفى فيه أبطال انتخابات 2010 عن المشهد العام واكتفوا بمتابعة العملية من سجن طره، تقمص قيادات حزب الحرية والعدالة الدور الذى لعبه أبطال «الوطنى» العام الماضى.
فى يوم 28 نوفمبر 2010 تمت أكبر عمليات تزوير ضد الأخوان والأحزاب والقوى السياسية الأخرى، وتم اعتقال أكثر من 170 إخوانيا فى مختلف المحافظات خلال عمليات الاقتراع، وخرج محمد سعد الكتاتنى (عضو مكتب الإرشاد حينها)، بعد خسارته، ليقول إن «النظام صنع برلمانا على مزاجه وليس لإرادة الناخب أى دور، والجماعة لن تسكت على ما حدث وستكشف عن إجراءات ستتخذها فى الأيام المقبلة».
حينها، وردا على تصريحات الكتاتنى، خرج صفوت الشريف (الأمين العام للحزب الوطنى المنحل آنذاك)، ليرفض الاتهامات التى روجت لها الجماعة «المحظورة» عن حدوث عمليات تزوير واسعة، وقال: «هم يغطون على هزيمتهم، وعدم قدرتهم على إقناع الناخبين، ولا يجوز تشويه حقيقة ما حدث على أرض مصر».
الطريف، وبعد عام من ذلك اليوم، تكرر نفس الموقف، لكن ببطولة من الكتاتنى (الذى صار الأمين العام لحزب الحرية والعدالة)، منتقدا الأحزاب التى قدمت بلاغات ضد حزب الحرية والعدالة بسبب «المخالفات» التى ارتكبها فى انتخابات 2011، ويتهمهم بعدم القدرة على إقناع الناخبين.
ويبدو أن الفائز فى الانتخابات دوما ما يوجه سهامه للإعلام، فصفوت الشريف فى 2010 انتقد وسائل الإعلام وطالبها ب«إعلاء قيمة الوطن بعيدا عن الإساءات أو المزايدات»، واتهم «المحظورة» ب«اللجوء إلى بث دعايات كاذبة بهدف تضليل وترويع المواطنين».
الكتاتنى، وقبل انطلاق المرحلة الأولى من انتخابات 2011 بساعات، قال: «هناك العديد من الأخبار الكاذبة التى تم ترويجها حول الحزب (الحرية والعدالة) والتحالف الديمقراطى، ثم تبين بعد ذلك عدم صحتها»، وأضاف: «ندعو وسائل الإعلام المختلفة إلى العمل على الموضوعية والمصداقية، والالتفات إلى هذه التجربة الديمقراطية التى تحتاج الدعم وليس التشويه».
وعلى غرار غرفة عمليات الحزب الوطنى واللجنة الالكترونية التى ابتكرها أمين التنظيم الأسبق، أحمد عز، شكل حزب الحرية والعدالة غرفة مماثلة للانتخابات، فيما انتشر الآلاف من شباب الحزب أمام اللجان لمساعدة الناخبين بالإضافة إلى استمرار الدعايا على أبواب اللجان الانتخابية كما كان يفعل أنصار الحزب المنحل.