تصدرت العقوبات الاقتصادية التي أعلنتها جامعة الدول العربية ضد سوريا، أمس الأحد، اهتمامات الصحف الصادرة في دمشق صباح اليوم الاثنين، وهاجمت جامعة الدول العربية ووزير الخارجية القطري قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني. وذكرت الصحف أن الجامعة نفذت تهديداتها بفرض العقوبات ما لم تقبل سوريا ببروتوكول المراقبين كما هو دون تعديل، مشيرة إلى أن وزراء الخارجية العرب أقروا العقوبات التي شملت تجميد الأموال السورية ووقف التعامل مع البنك المركزي السوري والاستثمارات، وقالت صحيفة "تشرين" إنه بعد اجتماع قصير جدا، أنهى وزراء الخارجية العرب اجتماعهم المنعقد قي القاهرة بخصوص الأوضاع في سورية، معلنين إجراءات قاسية ضد سوريا.
واعتبرت صحيفة "الوطن" أن وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني هدد الدول التي لا تلتزم بالعقوبات بحدوث تدخل دولي، وأشارت إلى تصريحاته التي أعلن فيها أن 19 دولة وافقت على التدابير التي اتخذت ضد سوريا واعتراض العراق وامتناع لبنان، وإلى قوله: "إننا نناشد سوريا أن توقع الوثيقة ولا نريد تدويل القضية السورية ولا نريد التدخل الأجنبي".
وأشارت صحيفة "الثورة" إلى أن العقوبات تتضمن منع سفر كبار الشخصيات والمسؤولين السوريين إلى الدول العربية وتجميد أرصدتهم بالدول العربية، على أن تقوم اللجنة التنفيذية برئاسة قطر بتحديد أسماء هؤلاء الشخصيات والمسؤولين، ووقف التعامل مع البنك المركزي السوري، ووقف التبادلات التجارية الحكومية مع الحكومة السورية باستثناء السلع الإستراتيجية التي تؤثر في الشعب السوري، وتجميد الأرصدة المالية للحكومة السورية.
ونقلت صحيفة "الوطن" السورية عن مصدر عربي مسئول قوله: "إن دولتين على الأقل من بين الدول الأعضاء في اللجنة حذرتا من التعجل في إقرار هذه العقوبات، نظرا لأن تأثيرها السلبي سيكون كارثيا على الشعب قبل النظام في سوريا، وأن الدول المؤيدة للعقوبات والتي تقودها قطر ترى ضرورة تطبيقها ولو تدريجيا.
وواصلت صحيفة "الوطن" السورية هجومها على جامعة الدول العربية ووزير الخارجية القطري قطر حمد بن جاسم، وقالت، "إن معظم وزراء الخارجية العرب مجرد حاشية تؤيد وزير خارجية قطر"، وأضافت: أن وزير خارجية قطر قال في إجابته عن سؤال صحفي، ومن دون أن يرف له جفن، بما معناه، أن الجامعة عاجزة عن مواجهة قوة العدو الصهيوني، لكنها تستطيع أن تواجه سوريا.
وتساءلت صحيفة "الوطن"، في تعليق لها اليوم، من أين يستمد حمد وأقرانه، كل هذه القوة ضد سوريا؟، وقالت هنا تتأكد حقيقة أن قرار وقف التبادلات التجارية والمالية وعدم إقامة المشروعات في سوريا، وقبل ذلك قرار تعليق عضوية سوريا في الجامعة، هي قرارات ملحقة بجدول عقوبات كانت الولاياتالمتحدةالأمريكية ودول غربية قد أصدرتها خلال السنوات الماضية.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا ما يؤكد أن الدول العربية التي تدور في فلك أمريكا والغرب، تحولت إلى منظمات إقليمية تروج للسياسات والمصالح الغربية على حساب الشخصية العربية، وهذا هو سر الهجوم على سوريا وأبعاده، فقط لأنها لا تزال تشكل صمام أمان العروبة الحقيقية، وتضع فلسطين في رأس أولوياتها القومية وتدعم خيار المقاومة والتحرير.
ولفتت الصحيفة إلى أنه ليست مصادفة، أن تتزامن العقوبات بالتوازي مع حملة شعواء، تطلق بشكل غير مسبوق من مدينة طرابلس اللبنانية ضد سورية، في وقت رفض لبنان الرسمي قرار العقوبات، متسائلة، أليس هذا التزامن مؤشرا إلى أن عرب أمريكا وإسرائيل وأدواتهم في لبنان قد قرروا فتح كل الجبهات؟.
واختتمت "الوطن" تعليقها مؤكدة أن مرحلة ما بعد القرارات العربية ليست كما قبلها، فالقرارات التي صدرت ضد سوريا، استهدفت شعب سوريا الذي ملأ الساحات والشوارع ضد كل أشكال التدخل الخارجي في شئون بلده، وبمعزل عن قوة تأثير هذه القرارات أو عدمه، لكنها تعد إعلان حرب مكشوفة، ليس على سوريا، بل ضد كل محور المقاومة والصمود والممانعة، ولذلك فإن سوريا هي التي تقبض على اللحظة، وبيدها القرار وهي من يحدد آليات المواجهة.