بعث الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المغربى، متصدر الانتخابات البرلمانية، عبدالإله بنكيران، بعدة رسالة طمأنة إلى الداخل والخارج، حيث وعد بعدم التدخل فى شئون المواطنين الخاصة، ولاسيما ارتداء الحجاب، وبتعزيز العلاقات مع الغرب، وذلك بعد خروج مسيرة نسائية بالعاصمة الرباط عقب إعلان النتائج الجزئية مساء أمس الأول، تحمل اسم «النساء قادمات»، مطالبة باحترام النساء. ووفقا لنتائج جزئية، حصل حزب العدالة الإسلامى على 80 من أصل 395 مقعدا برلمانيا، يليه حزب الاستقلال ب40 مقعدا، والتجمع الوطنى للأحرار ب38 مقعدا. ومن المنتظر إعلان النتائج النهائية خلال ساعات.
وقال بنكيران لقناة «العربية» إن الحزب «سيحكم من منظور كونه حزبا سياسيا لا دينيا، فالخطاب الدينى مكانه المسجد، ونحن حزب يمارس السياسة ولن نتدخل فى الحياة الشخصية للناس».
وشدد على أنه «إذا أردنا الفشل فشلا مطلقا فسنفرض الحجاب والنقاب على النساء (لكن) لن نتدخل فى اختيارات الناس». وكان الحزب قد انتقد لدى انطلاق حملته الانتخابية بيع الخمور والحفلات الموسيقية الصيفية، قبل أن يعلن بعد الفوز الانتخابى أنه سيركز على قضايا اجتماعية أوسع، متعهدا بتحديث المستشفيات وتبنى نظم تعليمية تفى باحتياجات سوق العمل، وتحسين ظروف الإسكان، وإيجاد وظائف جديدة فى بلد تبلغ نسبة البطالة فيه 8%. كما التقى بنكيران مع الأمين العام للطائفة اليهودية فى المغرب سرج بردوغو الذى هنأ الحزب بالفوز الانتخابى. وإلى الخارج، توجه رئيس الحزب معربا عن عزمه «تعزيز» العلاقات مع الدول الغربية، مضيفا أن العلاقات مع الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة «يجب أن تستمر، وأن تكون أكثر توازنا». وقد هنأت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون مساء أمس الأول الشعب المغربى على إجراء أول انتخابات برلمانية بعد التعديلات البرلمانية، معربة عن استعداد واشنطن للعمل مع البرلمان الجديد لتدعيم دولة القانون وحقوق الإنسان.
من جهته، رأى الناطق باسم جماعة العدل والإحسان، التى قاطعت الانتخابات، فتح الله أرسلان، أن «العدالة والتنمية تورط فى تشكيل الحكومة وسيكون عاجزا عن تطبيق برنامجه الانتخابى». ورجح أرسلان فى تصريحات ل«الشروق» أن «يقف الحزب مكتوف الأيدى أمام دستور يقيد السلطات، ويجعل السلطات الحقيقية فى يد الملك بينما سلطات رئيس الوزراء شكلية، ففى المغرب لا الحكومة تحكم ولا البرلمان يشرع، فالقصر (المؤسسة الملكية) هى التى تفعل كل شى وعلى الحكومة التنفيذ».
ويتشابه خطاب «العدالة» المغربى بعد الفوز فى الانتخابات مع خطاب حزب «النهضة» الإسلامى التونسى، الذى تصدر الشهر الماضى انتخابات المجلس الوطنى التأسيسى، مما مكنها من تكليف أحد قياداته بتشكيل الحكومة.