دعي موظفو القطاع العام البريطاني من اساتذة وممرضات وعناصر مراقبة الحدود، إلى إضراب عام كثيف الاربعاء احتجاجا على اصلاح النظام التقاعدي، في اختبار اجتماعي غير مسبوق الحجم للحكومة الملتزمة بتطبيق خطة تقشف صارمة. ويأمل المنظمون في مشاركة مليوني شخص في هذا الاضراب الوطني الذي سيؤدي إلى إغلاق معظم المدارس وسيحدث بلبلة في حركة الملاحة الجوية وعمل المستشفيات والمحاكم والخدمات البلدية.
ويتوقع قيام اكثر من الف تظاهرة في جميع انحاء بريطانيا بدعوة من جميع المنظمات النقابية الكبرى في البلاد. وستتخطى هذه الحركة بحجمها يوم الاضراب الذي جرى في نهاية يونيو احتجاجا على المسالة ذاتها بدعوة من اربع نقابات. وقال برندان باربر الامين العام لاتحاد النقابات "سنشهد الاربعاء اكبر اضراب منذ جيل".
وكان زعيم كبرى نقابات الموظفين الحكوميين البريطانية "يونيسون" دايف برنتيس اكثر طموحا اذ توقع "اضخم تحرك منذ الاضراب العام سنة 1926" الذي نفذه عمال المناجم ضد خفض اجورهم. وتعتزم حكومة المحافظ ديفيد كاميرون في سياق خطة التقشف التي تطبقها رفع سن التقاعد في القطاع العام إلى 66 عاما في 2020 مقابل 60 عام لمعظم الموظفين حاليا، وزيادة مساهمات الموظفين في الصندوق التقاعدي.
وفرض اساسا على موظفي القطاع العام تجميد لزيادات الاجور فيما تعتزم الدولة الغاء ما لا يقل عن 330 الف وظيفة بحلول 2015. وتبرر الحكومة البريطانية هذا الاصلاح بارتفاع معدل الحياة وبضرورة احلال توازن مع القطاع الخاص، وتندد بالاضراب الذي سيكلف الاقتصاد البريطاني اكثر من 500 مليون جنيه (583 مليون يورو) في وقت يعاني اساسا من تباطؤ في النشاط.
وقال رئيس الوزراء ان الاضراب "سيتسبب بمازق كبير للكثير من العائلات وادعو القادة النقابيين ولو في اللحظة الاخيرة إلى التخلي عن هذا الاضراب، فهو لن يحل اي شيء وسيلحق الضرر باقتصادنا"، داعيا إلى اغتنام عرض حكومته لاعتباره "عادلا جدا ومنطقيا". وفي وقت تتوقع الحكومة اغلاق 90% من المدارس الاربعاء، طلب رئيس الوزراء الاسبوع الماضي من الشركات ان تسمح للاهالي باصطحاب اولادهم معهم إلى أماكن عملهم.
وفي محاولة للحد من بلبلة حركة الملاحة الجوية والبحرية، باشرت الحكومة البحث عن متطوعين من بين الموظفين للحلول محل الموظفين المكلفين مراقبة الحدود، بدون ان تستبعد اللجوء إلى الجيش عند الاقتضاء. وحذرت شركة بي ايه ايه التي تشغل مطار هيثرو من ان مهلة انتظار الركاب امام مكاتب الكشف على جوازات السفر قد تستغرق 12 ساعة طالبة من شركات الطيران ارسال فقط طائرات تحمل نصف سعتها من الركاب إلى المطار.
وعلى سبيل الوقاية، الغت بعض الشركات رحلات إلى هيثرو ومنها شركة الاتحاد للطيران التي الغت ثلاث رحلات من أو إلى أبو ظبي، فيما خفضت شركة فيرجن اتلنتيك عدد ركابها الاربعاء باكثر من الف مسافر. واعلن زعيم حزب العمال ايد ميليباند الذي لا يدعم الاضراب الثلاثاء ان الحركة ستتسبب ب"بلبلة فظيعة" مضيفا "لكنني لن ادين الذين اتخذوا هذا القرار". وافاد استطلاع للراي نشرت نتائجه صحيفة صنداي تايمز ان 49% من البريطانيين يعارضون الاضراب فيما يؤيده 41% منهم.