حوائط حديثة الطلاء وأرصفة معاد ترميمها والعشرات من سيارات الشرطة العسكرية والحرس الجمهورى وكبائن الإذاعة والتليفزيون المتنقلة والمئات من قوات الجيش والشرطة.. اختفت كل هذه المشاهد، أمس، عن مدرسة «الرئاسة» التى كان يدلى فيها الرئيس المخلوع حسنى مبارك بصوته فى الانتخابات سابقا، وحل محلها طوابير من المواطنين امتدت بطول الشوارع المحيطة للمدرسة. مدرسة مصر الجديدة النموذجية التى كانت تعرف فيما مضى بمدرسة الرئاسة، حيث كانت مخصصة لأسرة مبارك للإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات التشريعية والرئاسية، انطفأت عنها أمس عدسات المصورين وكاميرات التليفزيون وأضاءها حضور المواطنين الرائع فى أول انتخابات تشريعية بعد ثورة يناير.
المدرسة التى حرّمت على المواطنين فى الانتخابات ولم تغب عنها «السجادة الحمراء» على مدار 30 عاما، استقبلت منذ الصباح، المئات من المواطنين الذين حضروا للإدلاء بأصواتهم لبناء «مصر جديدة» بعد الثورة.
رئيسة لجان المدرسة والمشرفة على العملية الانتخابية بها المستشارة دعاء أحمد غنيم قالت ل«الشروق» إن المدرسة تحتوى على 5 لجان كل لجنة بها صندوقان احدهما للفئات والآخر للقوائم الحزبية، مؤكدة أن المدرسة فتحت أبوابها للعملية الانتخابية فى تمام الثامنة صباحا كما هو مدون فى محضر اللجنة.
وأضافت غنيم أنها ستشرف على عملية تشميع الصناديق كما ستحاول إغلاق النوافذ المكسرة داخل اللجان الانتخابية قبل تسليمها لقوات الجيش الذين تواجدوا فى المدرسة مع القليل من عناصر الشرطة، مشيرة إلى أنها ستعاود فتح أبوابها فى تمام الثامنة من صباح اليوم الثلاثاء الموافق 29 نوفمبر لاستكمال المرحلة الأولى.
أما المواطنون الذين اصطفوا منذ ساعات الصباح الباكر وحتى مثول الجريدة للطبع فى انتظار دورهم للدخول للتصويت، فقد أعرب بعضهم عن سعادته للانتخاب فى مدرسة «الرئاسة» تحديدا.
كما قال محمد الذى أكد أنه أدلى بصوته فى نفس المدرسة فى الاستفتاء على بعض مواد الدستور فى مارس الماضى، فيما لم يبال آخرون بتواجدهم فى مدرسة الرئاسة وقالوا «بنصوت هنا عشان اتوزعنا على اللجنة دى ومش فارقة مدرسة الرئاسة من غيرها»