كشفت المطربة أنغام عن تصالحها رسميا مع والدها الموسيقار محمد علي سليمان بعد سنوات من الجفاء. حيث أعلنت أنغام خلال إحيائها حفل ختام مهرجان الموسيقي العربيه العشرون بدار الأوبرا أول أمس، أن مفاجأة الحفل هو حضور والدها الذي اعتلي خشبة المسرح وقام باحتضانها وتقبيلها وضمها إلي صدره، وهو الفعل الذي أدهش الحضور قبل أن يبدؤوا في تصفيق حاد جدا استمر لدقائق، قامت بعدها أنغام بتقديم أغنيتين من ألحان والدها هما "الا أنا"، و"شنطة سفر" التي وصفتها بإحدى علامات مشوارها. منذ اللحظات الأولي بدت أنغام كأنها تتحدث إلي والدها بعد سنوات من الصمت وتحكي للجمهور من خلال أغنياتها كيف جاء الصلح، فبدأت الحفل بأغنية "ياه استنيت الفرصة تجيني وجدي معاه"، تلتها بأغنية "بعتلي نظره"، وقبل أن تعلن حضور والدها الحفل غنت "فيه واحده بتحبك من كام سنه قدام عينيك" لتكون مقدمه لصعوده إلي المسرح وتقبيلها.
تحضير أنغام للحفل لم يقتصر علي الاحتفال بالصلح مع والدها رغم كونه مفاجأة، فهي لم تغفل أن البلاد تمر بظروف صعبه كان من الممكن أن تطيح بحفلها، حيث اشتدت وتيرة العنف في الميدان قبل بداية الحفل بساعات قليلة، ووصل الأمر بعد تدافع المتظاهرين إلي إغلاق بوابات الأوبرا من الخامسة مساء حتى قبل بداية الحفل بساعة واحده..
وبعد فتح البوابات شهد الحفل إقبالا كثيفا للجمهور وبينهم الدكتور يحي الجمل نائب رئيس الوزراء السابق، وهو ما دفع أنغام في بداية الحفل إلي تقديم شكر للجمهور "مساء الورد.. عايزة أشكركم جدا أنكم حضرتم رغم الظروف الصعبة اللي بتمر بيها مصر.. أنتم شرفتوني"، ذهبت بعدها لتشرب كوب من الماء مؤكدة أنها تشعر بظمأ شديد أصابها نتيجة الخوف والرهبة من شدة الموقف.
وتابعت أنغام: "حرصكم علي حضور الحفل رغم الأحداث معناه أننا نفسنا مصر تعيش، وعشان كده مش هنسمح لحد انه يكسرنا ويفك وحدتنا ويفرقنا، وبناء علي طلب الجمهور أدت بدون موسيقي أغنية "يناير" التي سجلتها عقب سقوط النظام السابق مباشرة تشكر فيها المتظاهرين علي الدرس الذي قدموه من قلب الميدان لكل مصري خائف كان يخاف من الثورة علي الظلم.
وبمناسبة الاحتقانات الطائفية وارتفاع بعض الأصوات المتشددة غنت أنغام "لو جه في بالنا نحلم بجنة.. قوة إيماننا هي السلام.. والدين معاملة ورسالة كاملة يعنى الحكاية مفيهاش كلام.. غنى و حب و صلى جماعة لقلبك ساعة وربك ساعة"، ثم قامت باستبدال كلمة الدنيا ب"مصر" وكررت "مصر حلوة والله حلوة مش ضاحكة علينا و خداعة" .
واختتمت غنائها للمصريين برسالة قدمتها من قبل في تيترات مسلسل "العائلة" الذي كتبه الشاعر سيد حجاب ولحنه الموسيقار عمار الشريعي وركزت أثناء غناءه علي المقطع الذي يقول " ونقوم ولا شيء يوْقِفْنا.. لا أبو جهل جهله يحرفنا.. ولا أبو لَهب حيخوْفنا.. ماحناش ضُعاف قُللات حيلة.. آه يا جميلة".