أثار حديث الأمين العام لحركة النهضة الإسلامية والمرشح لشغل منصب رئيس الوزراء المقبل عن خلافة راشدة سادسة في تونس جدلا واسعا واشعل غضب فئات واسعة من العلمانيين الذين يرون أن قيم الحداثة مهددة بعد فوز النهضة في الانتخابات. وأظهر مقطع فيديو الأمين العام لحركة النهضة حمادي الجبالي يقول لانصاره في اجتماع في سوسة "يا اخواني انتم امام لحظة تاريخية في دورة حضارية جديدة ان شاء الله .. في الخلافة الراشدة السادسة ان شاء الله". وسرعان ما اثار هذا التصريح غضب العلمانيين وزاد الجدل على الانترنت وفي وسائل الاعلام.
ونشرت صحيفة المغرب المحلية على غلافها صورة كبيرة للجبالي على شكل أمير تحت عنوان "حمادي الجبالي الخليفة السادس ..الخطأ" مضيفة انه لا يصلح ان يكون رئيسا للوزراء.
لكن فوزي كمون مدير مكتب الجبالي قال لرويترز "الجبالي كان يقصد تطلعه الى حكم رشيد شفاف يقطع مع الفساد وليس اقامة نظام اسلامي مثلما روج لذلك الصائدون في المياه العكرة."واضاف "نحن حركة مدنية..هذا لا جدال فيه لكن فئة من النخبة تسعى بتلهية الشعب عن اهتماماته الرئيسية"
وتعهدت حركة النهضة بان تتيح الحريات الشحصية بما في ذلك لباس البحر وعدم فرض الحجاب والسماح ببيع الخمر واعتماد سياسة اقتصادية منفتحة. لكن العلمانيين ما زالوا يبدون شكوكا بشأن خطاب حركة النهضة.
وانتشرت على الفور التعليقات المضادة للنهضة على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي وقال تعليق "انتظرنا جمهورية ثانية فوجدنا خلافة سادسة." وقالت طالبة اسمها ايمان "ظهر الان الوجه الحقيقي للنهضة".
وقال عصام الشابي القيادي في الحزب الديمقراطي التقدمي لرويترز "هذا الخطاب خطير جدا على الديمقراطية..خطاب اثار حيرتنا..هذا ما كنا نخشاه."واضاف "خطاب النهضة قبل الانتخابات كان مزودجا والان بعد ان فازت اصبح لديها خطاب واحد ديني وليس سياسيا..عليهم ان يراجعوا انفسهم".
وفازت حركة النهضة في الانتخابات التي اجريت الشهر الماضي بما يزيد على 40 في المئة من مقاعد المجلس التأسيسي الذي سيضع دستورا جديدا للبلاد. ونالت 89 مقعدا بينما حل حزب المؤتمر من أحل الجمهورية ثانيا وحصل على 29 مقعدا وتيار العريضة الشعبية ثالثا ونال 27 مقعد بينما جاء التكتل رابعا وله 20 مقعدا.
وفي تطور مفاجى اعلن حزب التكتل من اجل العمل والحريات تعليق مشاركته في لجان الاصلاح المشتركة مع النهضة والمؤتمر احتجاجا على تصريحات الجبالي وتصريحات قيادات من المؤتمر بشأن المفاوضات على الحكومة.
وقال خميس قسيلة عضو المكتب السياسي للتكتل لرويترز "لقد قررنا تعليق مشاركتنا في اللجان المشتركة تعبيرا منا عن احتجاجنا على تصريحات قادة من المؤتمر بان المفاوضات انتهت واحتجاجا على تصريح السيد الجبالي التي دعا فيها الى خلافة راشدة سادسة".
واضاف " كنا ننتظر أن نتوافق مع شركائنا على جمهورية ثانية وليس على خلافة سادسة". وبدأت النهضة مشاورات مع المؤتمر والتكتل العلمانيين للاتفاق على تشكيل حكومة جديدة مما قد يدخل البلاد في ازمة سياسية خلال الفترة المقبلة.