أثارت تصريحات لحمادى الجبالى الأمين العام لحزب النهضة الإسلامى ومرشحها لرئاسة الوزراء فى تونس، أشار فيها إلى "خلافة سادسة" جدلاً بشأن "ازدواجية" خطاب الإسلاميين خصصت له صحيفة "المغرب" التونسية اليومية صفحتها الأولى وصفحتين داخليتين. ونشرت الصحيفة على صفحتها الأولى صورة للجبالى معتمرا عمامة ومرتديا رداء أشبه بلباس خلفاء المسلمين وعنونت "الخليفة السادس حمادى الجبالى: الخطأ". وتحت عنوان "حمادى الجبالى يتحدث عن خلافة سادسة" نشرت الصحيفة نص كلمة ألقاها أمين عام حزب النهضة الأحد فى سوسة مسقط رأسه فى الساحل الشرقى التونسى، قال فيها بالخصوص مخاطبا أنصار حزبه "يا إخوانى أنتم الآن أمام لحظة تاريخية، أمام لحظة ربانية فى دورة حضارية جديدة إن شاء الله فى الخلافة الراشدة السادسة إن شاء الله، مسؤولية كبيرة أمامنا والشعب قدم لنا ثقته، ليس لنحكم لكن لنخدمه". ويعتبر المسلمون السنة أنه كان هناك أربعة خلفاء راشدين فى تاريخ الإسلام هم أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلى بن أبى طالب ويضاف إليهم الخليفة الأموى عمر بن عبد العزيز. من جانب آخر علق الجبالى على حضور ضيفة فلسطينية الاجتماع الشعبى قائلا: "حضور الأخت من فلسطين هذه إشارة ربانية، من هنا ينطلق بعون الله فتح القدس إن شاء الله، من هنا بدأت الثورة العربية ومن هنا انتصر الشعب التونسى ومن هنا الفتح بعون الله، تاكدوا إخوانى"، بحسب نص كلمته الذى نشرته الصحيفة. واعتبرت الصحيفة فى مقال بعنوان "حمادى الجبالى: الخطأ" علقت فيه على هذه التصريحات أن خطاب الجبالى "كان تعبوياً دينياً مسجدياً ذكرنا بخطاب قيادات الحركة الإسلامية فى السبعينيات" من القرن الماضى. وتساءلت "هل يمكن لمن يبشر بخلافة سادسة أن يؤتمن على الجمهورية الثانية؟ وأن يؤسس فعلا لنظام مدنى يسمح بالتداول السلمى على السلطة؟" مضيفة "لم يصوت التونسيون على خلافة راشدة سادسة أو سابعة ولا على تحرير القدس بل على مجلس تأسيسى لجمهورية ديمقراطية". وختمت تعليقها بقولها "لا يشك أحد فى الخصال الشخصية والسياسية والتنظيمية للسيد حمادى الجبالى، لعل هذه الخصال قد تخوله قيادة حركة إسلامية أما رئاسة الحكومة فنعتقد أنها تستوجب خصالا أخرى وقد أثبت السيد الجبالى يوم الأحد فى الاجتماع الشعبى لحركة النهضة بسوسة أنه لا يتوفر عليها إلى حد الآن". وجاء فى مقال آخر بالصحيفة "أن تضارب قيادى النهضة لا يبعث على الطمأنينة وهذا ما أكدت عليه بعض الناشطات والحقوقيات التونسيات اللواتى ذهبن إلى حد القول، إن النهضة ارتدت فستان الديمقراطية أثناء العرس الانتخابى لتخلعه بعد فوزها، معربات عن قلقهن وخوفهن من ازدواجية خطاب النهضة". ويأتى هذا الجدل فى خضم احتدام المشاورات بشأن خارطة طريق ومناصب المرحلة الانتقالية الجديدة التى تنطلق الأسبوع القادم فى تونس مع أول جلسات المجلس الوطنى التأسيسى فى 22 من نوفمبر. وفى حين لم يبد أى طرف سياسى رئيسى فى تونس اعتراضه على مقترح النهضة تعيين الجبالى رئيسا للوزراء، يتوقع أن يحسم حزبا المؤتمر من أجل الجمهورية والتكتل من أجل العمل والحريات الثلاثاء توزيع منصبى رئيس المجلس التأسيسى ورئيس الجمهورية بين زعيميهما منصف المرزوقى ومصطفى بن جعفر، بحسب العديد من المصادر الحزبية.