زاوية الدوران، والمنحدر الشديد، وعدم وجود ميل عرضى فى المنحنى، هى مفردات أكثر من 150 حادثة على كوبرى السيدة عائشة منذ إنشائه حتى الآن. كوبرى السيدة عائشة الذى تجاوز عمره 25 عاما، ظهر للوجود بمنحة من تشيكوسلوفاكيا، وكان السبيل إلى تحقيق سيولة مرورية على طريق صلاح سالم، الجديد وقتها، ومنع أى ارتباك أو عطل مرورى. منطقة السيدة عائشة التى تدخل ضمن محاور القاهرة السريعة، تمتاز بأن بها أكبر تجمع لحرف البناء فى مصر، وأسواق تجارية يومية وأسبوعية، وحركة سكانية مستمرة، وكثافة مرورية قادمة من شرق القاهرة، ومتجهة إلى غربها وجنوبها، لذلك فإن الحادث البسيط الذى يقع على الكوبرى قد يسبب شللا مروريا بالمنطقة بأكملها لعدة ساعات.
عيوب كوبرى السيدة عائشة ليست حديثة ولكنها ظهرت منذ انشائه، وتحدثت آلاف التقارير والدراسات المتخصصة عن مخاطر ذلك الكوبرى عقب كل حادث كبير كان يحدث عليه، ورغم ذلك لم يشهد أى محاولة لإصلاحه، أو إزالته، تلافيا لحوادثه المتكررة. العيب الأساسى فى كوبرى السيدة عائشة فى رأى المهندس محمد طلعت خبير الطرق والمرور، يكمن فى الاتجاه القادم من القلعة، حيث يوجد منحدر شديد أعلى الكوبرى، الذى تسير عليه السيارات بسرعة عالية واندفاع، ومع عدم وجود ميل كافٍ فى المنحنى، تظل سرعة السيارة عالية.
«طول المنحدر قصير، وهو مخالف للمواصفات الهندسية التى يجب أن تتوافر فى كوبرى بهذا الشكل»، وكما يوضح طلعت فإن النتيجة الطبيعية للعيوب التى يعرفها المسئولون بوضوح ورغم ذلك يتجاهلونها، حسب تعبيره، تكون سقوط المركبات، بعد ان يفقد قائدها السيطرة عليها.
سيارات النقل والاتوبيسات هى المركبات التى يحظر عليها صعود الكبارى، فوفقا لما يقرره خبير الطرق، تحتاج تلك السيارات إلى مواصفات خاصة فى المنحنيات والدورانات وتأخذ حيزا أكبر أعلى الكبارى، كما يشدد على أن السيارات التى تحمل مواد خطرة أو قابلة للاشتعال أو سامة قد يؤدى صعودها الكبارى إلى كوارث انسانية، «فى كل الدول المتقدمة تخصص لهذه السيارات مسارات أرضية سطحية».