زادت حدة العناد بين المجتمع الدولى وإيران بعد تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذى يتهم طهران بإنتاج سلاح نووى حيث شدد الرئيس الإيرانى، محمود أحمدى نجاد، على أن بلاده لن تتراجع قيد أنملة عن برنامجها النووى فيما هدد الغرب بإحالة الملف إلى مجلس الأمن وفرض عقوبات غير مسبوقة على الجمهورية الإسلامية. وفى خطاب تليفزيونى، قال نجاد «لن نتراجع قيد أنملة عن الطريق التى سلكناها»، مؤكدا أن بلاده «لا تسعى لحيازة السلاح النووى فهى ليست بحاجة إلى القنبلة النووية». واعتبر أن مسئولى وكالة الطاقة «ضحوا بسمعتها بعد تبنيهم تأكيدات الولاياتالمتحدة غير الصحيحة».
وأضاف: «الشعب الإيرانى ذكى ولن ينتج قنبلتين فى مواجهة القنابل العشرين ألفا التى تملكونها». وتأكيدا لتصريحات نجاد أعلن السفير الإيرانى لدى الوكالة الذرية، على أصغر سلطانية، أن بلاده لن تتخلى «أبدا» عن برنامجها النووى لكنها ستواصل التعاون مع الوكالة رغم تقريرها الأخير. وقال سلطانية: «طهران لن تتخلى أبدا عن حقوقها المشروعة لكن بصفتها دولة مسئولة ستواصل الالتزام بواجباتها فى إطار معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية».
وكانت الوكالة الذرية أبدت «مخاوف جدية» من وجود «بعد عسكرى» للبرنامج النووى الإيرانى استنادا إلى معلومات تؤكد أن طهران أجرت أنشطة تهدف إلى إنتاج سلاح نووى».
وبلهجة شديدة هدد مساعد رئيس هيئة أركان القوات الإيرانية الجنرال، مسعود جزايرى «بتدمير» إسرائيل فى حال هاجمت منشآت إيران النووية. وقال «عند قيام إسرائيل بأى تحرك ضد إيران سندمر مركز ديمونا «النووى الإسرائيلى»، مضيفا «لدينا قدرات أكبر» من ذلك.
فى المقابل، اعتبر وزير الخارجية الفرنسى، آلان جوبيه، أن إحالة الملف النووى الإيرانى إلى مجلس الامن بات «من الضرورى»، داعيا إلى فرض «عقوبات قاسية» على طهران.
وصرح لإذاعة فرنسا الدولية «نحن مصممون على التحرك ولابد من إدانة تصرفات إيران». وتابع: «فرنسا مستعدة أن تذهب إلى أبعد ما يمكن فى تشديد العقوبات لحمل إيران على الرضوخ» ومنعها من حصولها على موارد تمكنها من الاستمرار فى نشاطاتها وانتهاك كل القوانين الدولية».
من جانبها، أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبى، كاثرين أشتون، أن تقرير الوكالة الذرية «يزيد بشكل خطير» من مخاوف الأسرة الدولية حول الطبيعة الحقيقية لهذا البرنامج.
وفى تصريحات ل«الشروق»، رأى المحلل السياسى الإيرانى، حسن هانى زاده، أن: «إسرائيل وراء كل هذه الأكاذيب حول برنامج إيران النووى وأن تقرير الوكالة جاء نتيجة ضغوط أمريكية التى تسعى بدورها لاسترضاء الدولة العبرية». وأرجع زاده الهدف من التصعيد الدولى ضد بلاده فى الوقت الراهن إلى «الأثر السلبى لما تشهده الساحة العربية من ثورات على الولاياتالمتحدة حيث يتقلص دورها فى المنطقة بالإضافة إلى الضغوط الداخلية التى تعانى منها إسرائيل وخسارة حلفائها فى الشرق الأوسط، كما يعتقد الغرب أن الربيع العربى جاء لصالح إيران». وأكد زاده أن «الخيار العسكرى غير مطروح بالمرة حيث لا تستطيع إسرئيل ضرب إيران كما أن طهران لديها إمكانيات لصد أى هجوم». وبخصوص العقوبات توقع: «أن يحظر الغرب التعامل مع البنوك الإيرانية وخاصة البنك المركزى، إلا أن إيران تعول على دور روسيا والصين لتخفيف من حدة هذه العقوبات».
وفى إسرائيل، رفض مكتب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، التعليق على تقرير الوكالة الذرية واكتفى مسئول فى المكتب بالقول «ندرس التقرير». وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلى أن نتنياهو أصدر توجيهات إلى وزرائه برفض إجراء أى مقابلات حول هذه القضية. وبررت المعلقة السياسية للإذاعة، ايليل شرار، هذا الموقف «بالخوف من أن يثير أى تصريح أو مبادرة إسرائيلية معارضة فى العالم ويخدم إيران».