تستقبل المدينةالمنورة مساء اليوم طلائع أفواج الحجاج القادمين من مكةالمكرمة بعد أن انتهوا من أداء مناسك الحج بطواف الوداع حيث يتشرفون بالسلام على رسول الله (صلى الله عليه وسلم). ويستمر تدفق الحجاج على مدينة المصطفى (صلى الله عليه وسلم) لعدة أيام قادمة اعتبارا من اليوم وغد وبعد غد للمتعجلين الذين انتهوا أمس من أداء مناسك الحج وينضم إليهم غدا وبعد غد المتاخرون الذين من المقرر أن ينهوا مناسك حجهم عند غروب شمس اليوم الاربعاء 13 ذى الحجة ثالث ايام التشريق.
ويمكث ضيوف الرحمن بمدينة المصطفى (صلى الله عليه وسلم) مابين أسبوع إلى عشرة أيام حسب تنظيم مواعيد رحلات عودتهم إلى بلادهم جوا سواء من مطار المدينةالمنورة أو من مطار جدة، وبحرا وبرا من المنافذ البحرية والبرية المخصصة. ويقدر عدد الحجاج الذى يقومون بزيارة المسجد النبوى بعد أداء مناسك الحج بنحو 1.2 مليون حاج بينما يفضل قرابة مليون حاج التشرف بالسلام على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في طريقهم إلى مكة قبل أدائهم لمناسك الحج.
ومن المعروف أن زيارة قبرالرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم والتشرف بالسلام عليه وعلى صحبيه أبو بكر الصديق وعمربن الخطاب رضى الله عنهما سنة واجبة ومستحبة وليست فرضا كما أنها ليست من مناسك الحج وغير مرتبطة بشعائره ولا بتوقيته ، ولكنها مستحبة في اى وقت من العام غير أنه جرت العادة إلى أن يكمل الحج شعائره الإيمانية بالسلام على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قبل أو بعد أدائه لمناسك الحج.
وكان غالبية الحجاج فيما مضى يؤخرون الزيارة لحين انتهاء مناسك الحج ؛ مما كان يشكل تكدسا وازدحاما كبيرا في الحرم النبوى الشريف ولكن مع حملات التوعية المنتظمة للدعاة والعلماء والخطط التى وضعتها الجهات المسئولة في السعودية لاعادة تنظيم وتوجيه برامج الزيارة صار نصف الحجاج تقريبا يقومون بالزيارة قبل اداء نسك الحج والنصف الاخر يقومون بها بعد اداء نسك الحج وهو ماساعد على تخفيف الضغط والازدحام بالمدينةالمنورة.
ويحتل الحرم النبوى مكانة خاصة في قلوب المسلمين تأتى في المرتبة الثانية بعد الحرم المكى ، كما قال النبى (صلى الله عليه وسلم) في حديثه "لا تشد الرحال إلا لثلاثة: المسجد الحرام ومسجدى هذا (يقصد المسجد النبوى) والمسجد الاقصى المبارك".
وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وسلم "الصلاة فى المسجد الحرام بمائة ألف صلاة وفي المسجد النبوى بألف صلاة وفي المسجد الأقصى بخمسمائة صلاة". كما أن المدينةالمنورة تضم - إلى جانب خير خلق الله سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) وصاحبيه - بين جنباتها الكثير من الصحابة والصحابيات الأوائل وأهل بيت رسول الله وأبناءهم وأحفادهم الذين حملوا مشاعر النور والهدى إلى مشارق الأرض ومغاربها وصار لهم دين في رقبة كل مسلم أكرمه الله بدخول الإسلام.
إلى ذلك ، استعدت كافة الجهات السعودية المختصة بمنظومة متكملة من الخدمات لضيوف الرحمن.. حيث كثفت القطاعات الأمنية والمرورية والخدمية تواجدها في عدة نقاط لتولي مهمة تنظيم تدفق الحجاج ووصولهم إلى مساكنهم بيسر وسهولة، وانتشر الضباط وألافرد في مراكز التفتيش الواقعة على مدخل المدينةالمنورة والتي تمثل أولى نقاط استقبال حافلات الحجاج.
وتولت فرق مرور المدينة والدوريات الأمنية تأمين كافة الطرق والشوارع الرئيسة ومنع وقوف المركبات في الشوارع والطرق المؤدية إلى المنطقة المركزية ومناطق سكن الحجاج والزوار، كما تحركت وبشكل عاجل فرق تابعة لأمانة المدينة وشرعت في إبعاد الباعة الجائلين وكافة البسطات من أرصفة شوارع المنطقة