يبدأ نحو مليوني مسلم تأدية مناسك الحج أواخر الاسبوع الحالي في واحد من اكبر التجمعات البشرية في العالم فضلا عما يطرحه ذلك من تحديات لوجستية بالنسبة للسلطات السعودية. وأعلن ولي العهد وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز خلال مؤتمر صحفي مساء الثلاثاء ان "كل امكاناتنا مسخرة لمنع إيذاء اي حاج أو مجموعة من الحجاج".
وتفقد الامير نايف رئيس اللجنة العليا للحج، الاستعدادات التي خصص لها ما يزيد على مئة ألف من رجال الأمن والإسعاف والدفاع المدني والمرور. وحضر ولي العهد عرضا انطلق بمرور 16 وحدة من افراد قوات الطوارئ الخاصة المعنية بادارة الحشود البشرية في منشاة الجمرات وفض الشغب ومنع التجمهر والتجمعات.
وبعدها، مر افراد من القوات الخاصة بالامن الدبلوماسي عبر خمس وحدات تلاها القوة الخاصة بامن الحج والعمرة.
وتولي السلطات السعودية اهتماما فائقا لمسائل الامن وتبذل اقصى جهودها لمنع اي حادث قد يؤثر على الحج خصوصا في ظل تزامن الحج العام الحالي مع الانتفاضات وحركات الاحتجاج في بعض الدول العربية.
وقال عادل ابو كاسح وهو حاج ليبي قادم من لندن "انه شعور لا يوصف وانا اؤدي الحج للمرة الاولى بعد التحرير".واضاف عند دخوله صالة الوصول في مطار الملك عبد العزيز بجدة "للمرة الاولى اشعر بالوطنية نتمنى بناء ليبيا حرة".
وقد صرح الامير نايف ان "ما يحدث في بعض الدول الشقيقة هو شأن داخلي" محذرا من ان الرياض ستواجه اي مشكلة بحزم. وقال في هذا الصدد "نحن مستعدون لمواجهة كل الامور مهما كانت وسنمنعها بكل وسيلة لا نتوقع حدوث مفاجآت في الحج والاستعدادات امر طبيعي".
وعما اذا كان ثمة تفاهم مسبق مع ايران حول الحج وتأثير اتهام طهران بمحاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير على هذا الامر، اوضح الامير نايف ان "الايرانيين دائما يؤكدون احترامهم للحج".
وكان مندوب المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية للحج، حجة الاسلام علي قاضي عسكر اعلن قبل يومين ان 97 الف ايراني سمحت لهم الرياض بالحج "سيؤدون هذه الفريضة في اطار الوحدة الاسلامية".
واضاف "نأمل ان يجرى موسم الحج في اجواء يسودها الهدوء والروحانية"، داعيا الحجاج الايرانيين الى ان "يولوا هذه النقطة اهتماما جديا" خلال الحج".
وفي هذا السياق، قالت خديجة جلال (35 عاما) وهي حاجة ايرانية ان "الحجاج الايرانيين لا يريدون اي مشاكل في الحج".
وكان الحج شهد سابقا اعمال عنف منذ الثورة الاسلامية عام 1979، بين القوات السعودية والحجاج الايرانيين المتهمين بتحويل الحج منبرا سياسيا ضد اسرائيل والولايات المتحدة ومعاديا للنظام السعودي.
واسفرت اخطر تلك المواجهات عن 402 قتلى منهم 275 ايرانيا العام 1987، مما ادى الى قطع العلاقات بين الرياضوطهران استمر سنوات.
بدوره، اعلن مجمع الفقه الاسلامي الدولي ان "كل عبث او دفع للحجاج الى اعمال وافعال لم ترد في اعمال الحج (...) تعد بدع منكرة ومضلة. على الحاج ان يحذر كل الحذر من ارتكاب اي محظور".وحذر المجمع ومقره جدة، من "الخروج عن حدود الشرع بارتكاب اي فعل محظور والجدال كما كان يجري في زمن الجاهلية بين القبائل من التنازع والتفاخر والتنابز بالالقاب والتماري والتخاصم".
وختم داعيا الى "عدم مزج اعمال الحج المشروعة بغيرها، واستغلاله بما ليس منه، فكل هذا عبث وبدع منكرة مضلة، تبطن الاساءة الى امن الحرم، وامن الحج والحجاج".الى ذلك، من المتوقع وصول 1,8 مليون شخص من الخارج عبر المنافذ البرية والجوية والبحرية لتادية مناسك الحج التي تبلغ ذروتها السبت المقبل في الوقوف على جبل عرفة.
ويحج من داخل المملكة بين 700 الى 800 الف شخص غالبيتهم من المقيمين الوافدين لان اعداد السعوديين لا تتجاوز ربع مليون، بحسب مصادر في وزارة الحج.وقد حدت التدابير التي اتخذتها السلطات السعودية من المساحات المخصصة للمبيت في مشعر منى ومن اعداد القادمين بما لا يقل عن عشرة في المئة.
وقد بدا العام الماضي تشغيل مترو "المشاعر المقدسة" للربط بين مكةالمكرمة ومنى وعرفات ومزدلفة، وهو يمتد على مسافة 18 كلم، ويبقى استخدامه مقتصرا على الحجيج العرب والخليجيين نظرا لقرب محطاته من مخيماتهم. وتبلغ كلفة بطاقة المترو 250 ريالا (67 دولارا) تستخدم طوال سبعة ايام.