تعهدت بعدم الاقتراب والتصوير من الأدوار الجريئة، فكانت عودتها «حين ميسرة»، ثم غابت وظهرت مره أخرى فى «كف القمر» لتؤكد أنها ستعتزل الفن إذا لم يقدر المخرجون موهبتها، ويرشحوها لأعمال محترمة بعيدا عن أدوار الإثارة والابتذال التى عرفت بها فى بداية مشوارها.. إنها الفنانة وفاء عامر بطلة «كف القمر» تتحدث ل«الشروق» بكل جرأة عن الفيلم وعلاقتها بالسينما غير المستقرة.
بداية تقول وفاء عامر: لم أقرأ «قمر» كما يراها المشاهد، فلم أعتبرها «مصر»، وتعاملت معها على أنها «قمر» الأم، المرأة مرفوعة الرأس، المسئولة القوية، التى تبنى ولا تبكى، ورغم كل ذلك حنونة تحب ولا تكره، وعندما فكرت أقرأها كشخصية سياسية، انتقدنى مخرج الفيلم خالد يوسف قائلا: «مش عايزكم تشوفوا سياسة فى الفيلم.. تعاملوا مع القصة المباشرة لكى تصل للمشاهد البسيط».
● تقدمين «قمر» شابة وفى منتصف العمر ثم فى سن الشيخوخة.. لماذا تصدرت للمراحل الثلاث ولم يتم الاستعانة بممثلة أخرى خصوصا فى المرحلة الأخيرة لتصبح أكثر إقناعا؟ لا أعتقد أن عنصر المصداقية سيتوافر إذا قدمت ممثلتان شخصية واحدة، حتى إذا كانت هناك ملامح تجمعهما، لأن التوحد مع الشخصية والذوبان فيها هو الأهم، كما أننى قريبة من منتصف العمر، ويسهل أن أقدم شخصية أصغر منى 10 سنوات، كما يمكن أن أجسد شخصية فى مراحل الشيخوخة، وهذا كان التحدى، وأؤكد أننى كنت سأرفض تجسيد الشخصية إذا كان مطلوبا منى تجسيد مرحلة واحدة.
● لكن بالفعل كان هناك مشهدان غير مقنعين فى ماكياج مرحلة الشيخوخة؟ حتى أكون منصفة، وأقطع الحديث فى هذه النقطة، يجب الاعتراف بأن المخرج جاءنى بماكير إيرانى وآخر سورى، والحقيقة أن المصرى كان أفضل من تعامل مع ماكياج شخصية «قمر». وأنا أشكر الماكير، لأنه كان يعمل فى درجة حرارة مرتفعة جدا، ومطلوب منه وضع ماكياج 4 مرات فى اليوم الواحد، كما أنه لا يجوز لأحد أن يحاسبنى كممثلة على لقطتين بدا فيهما الماكياج غير مقنع.
● هذا تسبب فى خروجك من مهرجان الإسكندرية السينمائى بدون جائزة أحسن ممثلة؟ لم أنتظر جائزة أحسن ممثلة من مهرجان الإسكندرية، ولم أحزن لعدم حصولى عليها، لأننى بالفعل أحسن ممثلة بشهادة الجميع، ولست فى انتظار لجنة تحكيم تقيمنى، وهذا ليس غرورا منى، ولكنى مقتنعة بأن الذين هاجمونى وحرمونى من الجائزة بسبب الماكياج تعاملوا بناء على المثل الشعبى الشهير «ملقوش فى الورد عيب».
● فى الفيلم قدمت مشهدين مع كلب وثعبان أشاد بهما الجميع كيف كان هذان المشهدان؟ هذا «الكلب» حدثت بينى وبينه ألفة شديدة، فكنت أزوره فى كلية الشرطة، وكان يأتينى بيتى، إلى جانب التدريبات التى جمعتنى به فى مكتب المخرج الذى نصحنى بأن أتعايش معه وأتحدث معه وكأنه بنى آدم. ورغم أن الكلب تعرض لخدعة فى هذا المشهد، لأنه كان يبحث عن الكرة، إلا أننى تعايشت مع المشهد بواقعية شديدة، كما أن «الكلب» كان يعتقد بالفعل أننى وقعت على الأرض، ومن المشاهد الصعبة أيضا المشهد الذى تعاملت فيه مع الثعبان والحمد لله أديتهما بإتقان.
● تعدد النجوم فى الفيلم أدخلك فى منافستين الأولى مع كل الأبطال والثانية نسائية مع غادة عبدالرازق وجمانة مراد.. مقاطعة: لا يوجد إلا «قمر» واحدة فى الفيلم، فأنا لم أكن أنافس إلا نفسى، وأعتقد أن غادة كانت تنافس نفسها وكذلك جمانه وحورية فرغلى.
● البعض ردد أن كثيرا من المشاهد حذفت لغادة عبد الرازق وجمانة مراد لصالحك وخالد صالح.. ما حقيقة ذلك؟ لدى سيناريو الفيلم كاملا وأجزم أن أحدا لم يحذف من مشاهده خصوصا البنات، فهذه هى أدوارهم من البداية، ثم إننا كممثلين علينا أن نصور المشاهد المطلوبة منا، وللمخرج الحق فى حذف أى مشهد يشعر أن به إطالة.
● تصدرك لأفيش الفيلم منفردة تسبب فى غيرة البعض؟ أعتقد أن الفيلم اسمه «كف القمر»، و«الكف» يعنى الأبناء الخمسة، و«القمر» هى والدتهم، لذلك لا أعتقد أن من حق أحد أن يغضب، لأن الجميع يعلم أن الفيلم بطولة قمر.
● من «حين ميسرة» إلى «كف القمر» لم تعملين بالسينما.. فهل مشاركاتك مرهونة بخالد يوسف؟ مرهونة بالعثور على السيناريو الجيد، والمخرج المحترم، والحقيقة أن أعمالا كثيرة عرضت على فى هذه الفترة منها ما لاقى نجاحا كبيرا، لكنى رفضتها لأننى لن أعمل إلا مع مخرج يحترم موهبتى، وهذه الأدوار جاءتنى فى الوقت الذى أخذت فيه قرار تغيير جلدى، كما أننى أخذت عهدا على نفسى بأنى لن أستغل جمالى فى الفن، لأن الجمال يزول ولن يبقى إلا الموهبة، كما أننى أملك طاقة كبيرة، ومن حقى الظهور بشكل مختلف، والاعتذار عن الأعمال التى لا تناسب موهبتى، وليس فى ذلك تقليل من الممثلات اللاتى يقدمن أدوارا جريئة، لأن كل فنان له فكره الذى يؤمن به.
● هل ابتعادك عن الأدوار الجريئة خوفا من المجتمع؟ أنا حرة فى اختيار الأدوار التى تناسبنى، وهذه الحرية اكتسبتها منذ 10 سنوات عندما قررت ألا أقدم أدوارا جريئة على الشاشة مرة أخرى.
فلا أريد أن أضع نفسى فى قالب مثلما فعلت فى بداياتى، فكنت أقدم أدوارا تشبه بعضها، جميعها ينحصر فى المرأة صاحبة الشعر الطويل والعينين الجميلتين، التى تعتمد على جسدها.
● وماذا إذا لم تعرض عليك إلا الأدوار الجريئة؟ سأعتزل التمثيل وأجلس فى البيت، ليس هذا فحسب بل سأكره الفن إذا لم يعرض على سوى الأدوار الجريئة، لأنه سيكون فى هذا الوقت معبرا عن وجهة نظر أحادية.