نجحت صفقة تبادل الأسرى التي تمت برعاية رئيسية من مصر في توحيد الشارع الفلسطيني وخلال هذه اللحظات التاريخية نسى الفلسطينيون خلافاتهم الفصائلية، إذ توحدوا خلف هدف واحد، ودللت على أن الشعب الفلسطيني قادر على أن يكون كتلة واحدة، فقد ذهب أنصار حماس إلى منزل أسير مفرج عنه من فتح للتهنئة وكذلك فعل أنصار فتح وباقي الفصائل.
ففي مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة، وأمام منزل الأسير المفرج عنه القائد الفتحاوي عبد الهادي غنيم وبعد 23 اما قضاها في السجون بعد أن حكم عليه بالسجن بالمؤبد 16 مرة بالإضافة إلى 480 سنة تجمعت أعداد هائلة من سكان المخيم ومن خارجه ومن كافة الفصائل رافعين علم فلسطين، وبرز واضحا حضور أنصار حركة حماس للتهنئة والتأكيد على الوحدة الفلسطينية.
وفى نفس المخيم تكرر المشهد أمام منزل الأسير المفرج عنه جلال صقر من كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس والمحكوم عليه بالسجن المؤبد أربع مرات، فقد أكد صقر للصحفيين المرافقين أن هذه الصفقة كسرت لاءات "إسرائيل" وهي دليل على خيار الشعب الفلسطيني للمقاومة وهو ما اختاره الشعب الفلسطيني بإرادته من دون أن يدفعه أحد إليه، مؤكدا أنها خطوة قوية نحو وحدة الشعب الفلسطينى ولم الشمل.
وقد تواصلت الأفراح في قطاع غزة حتى الساعات الأولى من فجر اليوم الأربعاء فرحا بصفقة تبادل الأسرى التي اعتبروها إنجازا تاريخيا لم يتحقق من قبل بإطلاق سراح هذا العدد الكبير من الأسرى والأسيرات (1027 على مرحلتين) واستمرت الاحتفالات في ساحة الكتيبة بوسط مدينة غزة التي أقيمت ترحيبا للمفرج عنهم ساعات طويلة بعد انتهاء الاحتفال الرسمي، وأطلق خلالها الألعاب النارية وطافت السيارات شوارع غزة حاملة المفرج عنهم حتى منازلهم بمختلف محافظات غزة هاتفين الشعارات الداعية للوحدة الوطنية الفلسطينية.
وقد استقبلت المحافظات الخمس فى غزة (شمال غزة وغزة ودير البلح وخان يونس ورفح( المفرج عنهم بالدموع والزغاريد، واحتشد المواطنون وأهالى وأصدقاء الأسرى أمام المنازل ووزعت الحلوى ورفعت أعلام كافة الفصائل الفلسطينية فى إشارة إلى توحد الشارع الفلسطينيبغزة.
وبعد مغادرتهم ساحة الكتيبة زار بعض الأسرى المفرج عنهم منزل الشهيدين "محمد فروانة" في خان يونس وحامد الرنتيسي في رفح، وهما(فراونة والرنتسيى) ضمن من نفذا عملية الوهم المتبدد التى تم خلالها أسر الجندي جلعاد شاليط، ووزعت أم الشهيد فراونة الحلوى على المفرج عنهم والزوار، وأكدت سعادتها بهذه الصفقة الكبيرة، إلا أنها أعربت عن أملها فى استعادة جثمان ابنها الشهيد فراونة الذى ترفض إسرائيل إعادته إلى أهله حتى الآن.
وقالت والفرحة لا تغادر صوتها هذا يوم عز وفخر لكل الشعب الفلسطيني..اليوم سأحتفل باستشهاد "ابنى محمد" وسأطلق الزغاريد من جديد.
وكان إسماعيل هنية رئيس حكومة حماس بغزة قد أكد فى كلمته أمام احتفال الأسرى المفرج عنهم أمس الثلاثاء أن المفاوض فى صفقة التبادل التزم بضرورة الإفراج عن أسرى من كل الفصائل وكافة المناطق الفلسطينية فلم يخص أسرى حركة حماس فقط بل شملت كافة الفصائل الفلسطينية حماس والجهاد والشعبية، وقد امتدت إلى أسير مسيحى من القدس محكوم عليه بثلاث مؤبدات.