في العدد الأخير من مجلة "الحركة الشعرية" التي تعني بالشعر الحديث في العالم العربي والمهاجر التي ينتشر فيها العرب، نحو 29 عملا مما لا يقل عن ثمانية بلدان عربية وعدد من البلدان الغربية. وفي عدد "الحركة الشعرية" افتتاحية بعنوان "نحن والمرحلة"، كتبها رئيس تحرير المجلة الشاعر "المهجري" قيصر عفيف، ويقضي عفيف نصف السنة في المكسيك، حيث تصدر المجلة ونصف السنة الىخر في لبنان، ويتولى محمود شريح أمانة تحرير المجلة.
وفضلا عن قصائد من بلدان غربية مختلفة، فقد أحتوى العدد على قصائد وبحث من تونس ولبنان والمغرب وفرنسا والعراق وسوريا وليبيا ومصر، وفي مجال الشعر حمل العدد أربع قصائد مترجمة، لكل من ناتالي هاندل من فلسطين، وريتا داهل من فنلندا، وكاترينا فورنين من فنلندا أيضا، وجاك ثومبسن من الولاياتالمتحدة.
وكتب قيصر عفيف عن الثورات العربية الحاليةن فقال: "نعيش هذه الثورات ونحن بين الفرح بها والخوف عليها.
وأضاف، "لأننا في فوضى هذه الثورات لا نجد فكرا يوجه ولا عقيدة سياسية واضحة تضيء الطريق، أيأتينا الحكم العسكري وقد اتخذ النظام الرئاسي قناعا؟ أترانا على طريق حكم ديني متخلف وقد اتخذ الدين وسيلة للقمع؟"
وفي الختام، سأل عفيف عن دور الشعر الآن، وقال: "ما دور الشعر في هذه المرحلة، أيكتفي بالغنائية ويثير العواطف، مرددا الأناشيد الخطابية، مشيدا بالبطولات، مشجعا فيصير صوت الشعب، أم تراه ينتظر حتى تختمر التجربة فلا تكون القصيدة ردة فعل عفوية؟."
كما كتبت الشاعرة والروائية التونسية حياة الرايس: "نعم كلنا نفرح بالشباب العربي، لا يكتفي التمني بإصلاح الأمور وتبدل الأوضاع، بل ينتفض صارخا ضد الظلم والفقر والجوع والبطالة والإهمال والاستبداد".
وتقول قصيدة "محطات نائية" للشاعر عبد الرحمن مجيد الربيعي "أجفل : كأن قيلولتي انتهكت.. من يجندل صحوي.. يناصب اليقين بالجحود؟.. ها أنا أشد اللجام السائب.. أرهق الأدهم العاري.. أطلقه للوغى والذود.. فأبدد صبره القائم.. أترجل ثم أطلقه ثانية.. لحقوله أو حتفه".
وفي قصيدة "هي" قال زياد كاج: "هي في أثار أقدامهم على الرمال.. وعلى الجسور المحطمة.. حين حملوا ما ثقل عليهم.. وخف على قلوبهم.. حين شبكوا أيدي أطفالهم ونسائهم.. تاركين خلفهم أشجار الزيتون والبرتقال.. وأيد على الزناد.. وهي في ظلالهم.. خيم نصبت من ثيابهم وأغطية".
ومن القصائد المعربة قصيدة، "مأزق" للأمريكي جاك تومبسن، وقد أعد النص العربي قيصر عفيف، حيث يقول الشاعر: "ماذا نفعل بهذا الإنسان.. تستطيع أن تعلّمه أن يطيع القوانين.. وأن يتبع كل التعليمات... تستطيع أن تعلمه ألا يفكر.. إلا بما تريده أنت.. تستطيع أن تخدر حواسه.. لينام وكأنه مغمى عليه.. ولكنه حين يحلم سيحلم بالحرية".